يعتبر مرض الطاعون واحدًا من أكثر الأمراض فتكاً في التاريخ البشري. وهو ينتشر عبر الجراثيم التي تحملها القوارض مثل الفئران والبكتيريا الصادرة منها والتي قد تنتقل إلى البشر عبر لدغات الحشرات المصابة. يطلق عليه أيضًا "الوباء الأسود" بسبب الوفيات الضخمة التي سببتها خلال العصور الوسطى.
تشمل الأعراض المبكرة للطاعون الحمى والصداع والتعب والتورّمات تحت الجلد تسمى الغدد البلغمية. وفي حال لم يتم التعامل معه بشكل فوري، يمكن أن يؤدي إلى التهاب الرئة وفشل الجهاز التنفسي والموت. هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الطاعون: الدبلي (أو النقطي) والذي يصيب العقد الليمفاوية، والرئوي الذي يشكل خطراً كبيراً نظرا لقدرته على الانتشار بسرعة بين الأشخاص، والأمعائي الذي يحدث نتيجة تناول طعام ملوث بالجراثيم.
العلاج الرئيسي للطاعون هو المضادات الحيوية، ويجب البدء بها فوراً بعد تشخيص الحالة لتجنب تفاقم الوضع. الوقاية تتمثل في تجنب الاتصال بالقوارض المصابة والحفاظ دائماً على النظافة الشخصية والعناية الصحية للأماكن العامة. وعلى الرغم من وجود لقاح ضد الطاعون، إلا أنه ليس شائع الاستخدام لأنه يستعمل عادة فقط للمجموعات المعرضة له بشكل كبير مثل العاملين في مجالات البيئة البرية والعسكريين الذين يعملون في المناطق الموبوءة.
في السنوات الأخيرة، شهد العالم حالات متفرقة من الطاعون حول العالم، لكن مع تطبيق الإجراءات العلاجية المناسبة والاحترازية، تم السيطرة عليها ولم يصل الأمر إلى وباء عالمي كما حدث سابقاً. ومع ذلك، يبقى هذا المرض تحذيراً مستمرًا لأهمية الصحة العامة والاستعداد للمواجهة المستقبلية.