حقوق الزيارات وحضانة الأطفال: التوفيق بين الحق الشرعي والألفة الأسرية

في حالة الطلاق التي تجمعنا هنا، يُعتبر كل من الأبوين مستحقّاً لحقّ الرؤية وزيارة طفليهما، بغض النظر عمن هو صاحب الحضانة القانونية. هذه مسألة اتفق عليه

في حالة الطلاق التي تجمعنا هنا، يُعتبر كل من الأبوين مستحقّاً لحقّ الرؤية وزيارة طفليهما، بغض النظر عمن هو صاحب الحضانة القانونية. هذه مسألة اتفق عليها علماء الدين الإسلامي بشكل عام. يؤكد فقهاء الإسلام على أهمية تعزيز العلاقات الأسرية واحترام رباط الرحم، حيث يقول القرآن الكريم "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا". كما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "من فرق بين والدته وابنها فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة."

بالنظر إلى طبيعة الحالة المعروضة، عندما يسمح أحد الوالدين برؤية الطفل من قبل الجانب الآخر، فهذا يعد امتثالاً لما فرضه الدين الإسلامي ويستوفي الحد الأدنى للمطالب الشرعية. ومع ذلك، ليس هناك إلزام قانوني بحسب الشريعة الإسلامية بإذن الشخص الذي لديه الحضانة بمكوث الطفل عند الآخر إلا إذا اقتضى الأمر ذلك بناءً على اعتبارات خاصة متعلقة برعاية الطفل نفسه. وقد عبر العديد من المفسرين الروحيين عن وجهة نظر تفيد بأنه يمكن للأم تخليص نفسها من مسؤولياتها كمربية مؤقتة لأطفالها لصالح الأب، وذلك ضمن حدود ما تنص عليه قوانين الأحوال الشخصية المحلية الخاصة بكل بلد.

ومن الجدير ذكره أنه رغم عدم وجود حكم مطلق لتقديم مكان نوم الطفل خلال الليالي لدى الأب أثناء فترة الانفصال الأسرى، فإن القرار النهائي حول هذا الموضوع يعود للإرادة الحرة للأم. قد يرغب البعض بالسماح بهذا الترتيب نظراً لاحتمالات تعزيز العلاقات العائلية ومنع النزاعات المستقبلية المحتملة. بينما ينصح آخرون بالحذر والتدقيق فيما إذا خشي الأم حدوث تأثير سلبي محتمل نتيجة تلك الخطوة مثل تحويل اهتمام الطفل بعيداً عن بيئة الأم الأولى أو تعرض الأخلاق والقيم المنزلية للتغيير غير المرغوب فيه.

وبالتالي، تكمن أفضل طريقة لإدارة الوضع الحالي في الموازنة بين المتطلبات الدينية والعلاقات الإنسانية. حين يكون الوالد ناصحاً وموثوقاً وغير قابل للشبهة بشأن التأثير السلبي على تربيتها وتعليم ابنتيهما، فقد تكون الاستجابة لم طلبه بتوفير الفرصة المناسبة لرؤيتهما وغرس مشاعر الانتماء العائلي هدفاً مناسباً ومتوافقاً مع التعاليم الدينية أيضاً. ويمكن تحقيق توازن مناسب لهذه المسألة الحرجة باستخدام قدر معتدل للغاية من المرونة والمعرفة بالقوانين المقيدة لهذا النوع الخاص بالعلاقة داخل المجتمع المحلي. إنها بالتأكيد عملية حساسة تستوجب دراسة دقيقة ولكنه يمكن الوصول فيها لاتفاق مرضي لكل طرف وتحقيق العدالة الاجتماعية المنشودة وفقا لما يقرره العقلاء والسلف الصالح رضوان الله عليهم جميعاً.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog indlæg

Kommentarer