- صاحب المنشور: صفية البرغوثي
ملخص النقاش:
تطور النظام التعليمي الحالي بمعدل بطيء مقارنة بتسارع التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية؛ مما أدى إلى بروز فجوة بين مهارات الطلاب والمستجدات المتطلبات الحديثة. هذا الوضع يتطلب إعادة النظر جذريا في منهجنا الحالي للتعليم للاستعداد للمستقبل. إن التركيز التقليدي للأنظمة التعليمية غالبا ما ينصب على نقل المعرفة الأكاديمية دون توفير التدريب الكافي للمعارف العملية التي هي ضرورية لبناء مستقبل ناجح. وللتغلب على هذه المشكلة، يقترح هذا المقال نموذجا جديدا للتعليم يتمحور حول تطوير المهارات الحياتية والقدرة الإبداعية لدى الشباب.
في الماضي، كان الهدف الأساسي للنظام التعليمي هو تقديم المعلومات الضرورية للشخص ليعيش حياته بطريقة آمنة ومثمرة داخل مجتمع معين. ولكن اليوم، تغيرت متطلبات العصر بسرعة هائلة بسبب الثورة الصناعية الرابعة والتطورات الرقمية الهائلة. لم تعد معرفة الحقائق والأرقام كافية لتحقيق النجاح الشخصي أو المساهمة الفعالة في المجتمع الحديث. بل بات أكثر أهمية تعلم كيفية التعلم المستمر وتطبيق الأفكار الجديدة واستخدامها لإحداث تغيير إيجابي.
يتعين على الأجيال القادمة مواجهة تحديات غير مسبوقة مثل الذكاء الاصطناعي وأتمتة الوظائف وغيرها الكثير والتي تتطلب مجموعة مختلفة تمامًا من المهارات تلك التي كانت مطلوبة حتى وقت قريب نسبياً. لذلك، فإن التحول نحو نهج أكاديمي حديث يجمع بين دراسة المهارات الأكاديمية والتدريب العملي أصبح أمراً حاسماً لتجهيز الدارسين لمواجهة عالم مليء باحتياجات متنوعة ومتغيرة باستمرار.
**أهداف جديدة لتعزيز جيل مبتكر وقادر**
* التعلم مدى الحياة: شجع الطلاب على تبني عقلية التعلم المستمر والسعي لفهم مجموعة واسعة من المواضيع والدخول لعالم البحث العلمي بنشاط. يمكن تحقيق ذلك عبر تشجيع التجربة والاستقصاء وإفساح المجال للأخطاء كفرصة للنمو وليس مجالا للعقاب.
* تنمية مهارات حل المشكلات: قدم فرصا عملية حيث يستطيع الطلبة تطبيق المفاهيم النظرية لحل مشاكل واقعية تواجه المجتمع المحلي والعالم بشكل عام. يدعم هذا النهج تفكير المنطق والإبداع ويُحدث أثره النافع عندما يكبر هؤلاء الطلاب ليصبحوا مؤسسين ريادة الأعمال ورواد أعمال قادرين على دفع عجلة الاقتصاد قدما للأمام وبذل الجهد في سبيل البشرية جمعاء بإذن الله تعالى.
* تحفيز الابتكار والإبداع: قم بتوفير بيئة محفزة للإبداع تساعد على تحويل الأفكار الخلاقة إلى منتجات قابلة للتطبيق عمليا وذلك بالاستفادة المثلى من خبرات القطاعات الحكومية والشركات الخاصة وشركائها العالميين خارج الحدود الوطنية بهدف انجاز مشاريع بحثيه مشتركة تساهم في بناء حضارة الانسان وتعزيز دوره المؤثر فى إدارة مصائر الامم وصنع القرار المبنى علي اسس علميه راسخه وفلسفة اجتماعيه وعملانية تتوافق واحتياحات العصر الحديث وما سيليّه لاحقاً .
إن عملية إعادة تصميم النظام التربوي ليست مهمة سهلة لكنها ستكون ثمارها -بإذن الله- مثمرا جدا خاصة اذا اتخذ قراراتها السياسيون والفكريون وانضم لهم جميع قطاعات الاسرة والمدرسة والمعاهد الجامعات وجميع متخصصين علوم التربية سواء كانوا معلمون ام طلاب ام اباء واشقاء اوفقاؤ العائلة الذين يشكلون العمود الفقري لأي اصلاح تربوي طموح يسعى الى ترسيخ مفاهيم الاستدامة والابداع والثقافة العربية الأصيلة والحفاظ عليها لننتقل بها الي مرحلة أفضل بكثير ممّا نعايشه حاليا .