كيف يمكن الجمع بين نزول سورة النجم وبين تاريخ حادثة الإسراء والمعراج؟

التعليقات · 1 مشاهدات

على الرغم من اختلاف درجات التوقيت لنزول الآيات والسور المختلفة في القرآن الكريم، إلا أن التوفيق الكوني للدين الإسلامي والتاريخ يحقق انسجامًا ملحوظًا.

على الرغم من اختلاف درجات التوقيت لنزول الآيات والسور المختلفة في القرآن الكريم، إلا أن التوفيق الكوني للدين الإسلامي والتاريخ يحقق انسجامًا ملحوظًا. بالنسبة لسورتي "النجم" و"الإسراء"، فقد اعترف العلماء بأن كلاهما سور مكية المنشأ وفقاً للمؤرخ القرآني البارز، ابن عاشور.

سورة "النجم"، والتي تتضمن بعض التفاصيل حول رحلة الليل العظيمة (المعراج)، يبدو أنها نزل جزء منها قبل حدوث الحدث التاريخي نفسه بناءً على الروايات والأحاديث المؤكدة لحضور النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم لمكان عدة مرات أثناء فترات مختلفة أثناء الرسالة المحمدية. ومع ذلك، فإن ترتيب وآلية ظهور تلك الآيات ليست واضحة بشكل قاطع؛ فقد يكون البعض منها قد ظهر بشكل متقطع بينما الآخر ربما جاء دفعة واحدة.

من ناحية أخرى، تعد سورة "الإسراء"، والتي تذكر وصف تفصيلي تقريبياً لتلك الرحلة الفريدة، إحدى آخر السور المدنية النزول كما يشير إليها المفسرون مثل ابن عاشور. وهذا يعني أنها تأتي بعد فترة زمنية نسبياً من حدث الإسراء والمعراج.

إذا نظرنا لهذه الظاهرة بعقلانية وعلم دقيق، فإن عدم مطابقة الجدول الزمني التقليدي للحوادث مع جدول توقيت ظهور السور ليس تناقضا بل هو تعبير أصيل عن طبيعة الوحي الرباني الذي يسير بخطة أعلى بكثير مما نتوقع أو نفهمه تماما هنا. فهو يدعم بدلاً من إنكار النظام الطبيعي للأحداث عبر تضمين حدث مستقبلي ضمن النصوص القديمة بطريقة توضح القدرة الإلهية وتعظم عظمة الحقائق المقدسة.

في حين أن تفاصيل كيفية ومقدار الوقت بين الحدث والحكم القرآني ليست محددة بالأدلة القطعية، إلّا أنه من الواضح أنه حتى بدونها، يبقى حكم الدين ثابت ودليل قدرة الله عز وجل مؤكد ومتحقق.

التعليقات