يحلل ابن تيمية نفسية المنغمس في الإثم ومحاولته أن يشاركه غيره في ذلك، فيقول :كثير من أهل المنكر يحب

يحلل ابن تيمية نفسية المنغمس في الإثم ومحاولته أن يشاركه غيره في ذلك، فيقول :"كثير من أهل المنكر يحبون من يوافقهم على ما هم فيه، ويُبغضون من لا يوافقه

يحلل ابن تيمية نفسية المنغمس في الإثم ومحاولته أن يشاركه غيره في ذلك، فيقول :"كثير من أهل المنكر يحبون من يوافقهم على ما هم فيه، ويُبغضون من لا يوافقهم...إما للمعاونة...وإما لتلذذهم بالموافقة"، ويصل حرصهم على ذلك إلى معاداته في حال رفضه، كما يقول :"فإن شاركهم وإلا عادوه وآذوه".

ويضرب بذلك مثلا فيقول :"كما في المجتمعين على شرب خمر مثلا، فإنهم يحبون أن يشرب كل من حضر عندهم، إما لكراهتهم امتيازه عنهم بالخير، إما حسدا له على ذلك، وإما لئلا يعلو عليهم بذلك ويُحمد دونهم، وإما لئلا يكون له عليهم حجة...ولئلا يكونوا تحت منّته".

ثم يذكر كيف أن موافقتهم في باطلهم ذلك ستجر لما هو أعظم منه، ويجعلهم يتطاولون عليه فيما هو أوسع من المنكر الأول، فيقول :"ثم إن هؤلاء الذين يختارون مشاركة الغير لهم في قبيح فعلهم...متى شاركهم وعاونهم وأطاعهم= انتقصوه واستخفّوا به، وجعلوا ذلك حجة عليه في أمور أخرى".

وهذه شعبة من شعب النفاق وخصلة من خصال الكفر، كما قال سبحانه :﴿ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم﴾ وقوله :﴿ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء﴾، وقوله :﴿المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف﴾.


نوال بن فضيل

10 Blog indlæg

Kommentarer