- صاحب المنشور: ماهر الحساني
ملخص النقاش:
مع تطور العالم الحديث بوتيرة متسارعة، بات من الضروري مراجعة المفاهيم التقليدية للمسؤولية الاجتماعية للشركات. لم تعد هذه المسؤولية مقتصرة على مجرد الالتزام بالقوانين والحفاظ على بيئة عمل صحية فقط؛ بل تتطلب الآن نهجا أكثر شمولا يعكس التزام الشركات بالاستدامة البيئية، العدالة الاجتماعية، والديمقراطية الاقتصادية. إن تحقيق التوازن بين الربحية والاستقرار البيئي والمجتمعي يعد تحديا رئيسيا يواجه القادة التنفيذيين اليوم.
في السنوات الأخيرة، برزت حاجة ملحة لشركات كبرى لإعادة النظر في دورها وأثرها في المجتمع المحلي والعالمي. فلم تعد الأرباح المالية هي المعيار الوحيد للنجاح، حيث يتزايد التركيز على كيفية مساهمة الشركة في تعزيز رفاه المواطنين وتحقيق المساواة وتنمية المجتمعات. وبالتالي، فإن بناء استراتيجيات شاملة تعتمد على مفاهيم جديدة مثل العدل المناخي والاقتصاد الدائري والتكنولوجيا الخضراء أصبح ضرورياً.
النقاط الرئيسية
- الاستدامة البيئية: تشمل تقليل البصمة الكربونية، استخدام الطاقة المتجددة، الحد من هدر الموارد الطبيعية، وتعزيز الحفاظ على الحياة البرية والنظم البيئية. يمكن تحقيق ذلك عبر تبني سياسات صديقة للبيئة داخل العمليات التشغيلية واستثمارات طويلة المدى في مشاريع خضراء. مثلاً، قد تقوم شركة ما بتبني مشروع لطاقة الرياح لتوليد الكهرباء التي تحتاج إليها وستوفر فائضا يتم بيعه للمستهلكين الآخرين مما يساهم في الانتقال نحو اقتصاد أخضر.
- العدالة الاجتماعية: تضمن توفير فرص عادلة ومتكافئة لجميع أفراد المجتمع بغض النظر عن الجنس أو الأصل العرقي أو الدين أو الإعاقة. وهذا يشمل ضمان أجور معيشية معقولة لأفراد الفريق، دعم التعليم المهني المستمر ومبادرات تمكين المرأة والشباب. كما أنه ينطوي أيضا على العمل بنشاط ضد الفساد وضمان شفافية عمليات صنع القرار الداخلية. مثال حي لهذه الممارسات هو تطبيق نظام لحماية الرواتب وعلاوة انتهاء الخدمة لدى بعض الشركات العالمية والتي تشجع على الاحتفاظ بمستويات مرتفعة من المعرفة المؤسسية وخلق ثقافة الولاء الوظيفي لدى موظفيها.
- الديمقراطية الاقتصادية: تشجع مشاركة أكبر للأصحاب المصالح خارج نطاق الاستثمار التقليدي، مما يدعم ملكية الأسهم واسعة النطاق ويحسن التحكم في إدارة المناخ. ويمكن تحقيقه من خلال تقديم أدوات رأسمالية مبتكرة تسمح للموظفين والموردين والجيران بالمشاركة اقتصاديًا وفكريًا في نجاح الأعمال. توفر البدائل الحديثة كالأسهم المقيدة غير قابلة للتحويل والحوافز القائمة على الأهداف فرصة فريدة لكل صاحب مصلحة للتأثير مباشرة على سير أعمال الشركة واتخاذ قراراتها الاستراتيجية.
- التعاون والابتكار المشترك: يدعو هذا الجانب إلى اعتماد منهج "التعلم بواسطة التجربة" والذي يُعتبر حجر الزاوية فيما يعرف بشراكات ريادة الأعمال المفتوحة (Open Business Incubation). فهو ليس محصورًا بفريق صغير مغلق بذاته ولكن مدمجاً بعرضٍ مفتوحٍ للإمكانات الجديدة وللشبكات الواسعة ذات التأثير الكبير. فعلى سبيل المثال، تتعاون عدد من مؤسسات القطاع الخاص والعام حاليا ضمن مبادرات ذكية بهدف تطوير حلول مستدامة حول موضوع المياه والصرف الصحي وك