• صاحب المنشور: زهور الزوبيري
  
  ملخص النقاش:
  تشهد الأنظمة التعليمية حول العالم تحولات عميقة بفضل التقنيات الرقمية التي تقدمها الثورة الصناعية الرابعة. هذه التحولات ليست مجرد تطورات تكنولوجية، بل هي فرصة لإعادة تشكيل البيئة التعليمية لتعزيز العدالة الاجتماعية والمساواة في الفرص التعليمية. أصبح بإمكان التكنولوجيا اليوم تخطي العديد من الحواجز الجغرافية والاقتصادية التي كانت تقيد إمكانية الحصول على التعليم الجيد والأدوات اللازمة للتعلم الفعال. هذا المقال سيستكشف كيف يمكن للتكنولوجيا حديثة المساهمة في تحقيق التعليم العادل وكسر الحواجز أمام تعلم الجميع.

1. الحد من الحواجز المكانية

أصبحت المنصات والدورات التدريبية عبر الإنترنت متاحة الآن لأشخاص في أصقاع مختلفة حول الكوكب. لم تعد بعدة كيلومترات أو أميال تفصل بين طالب جامعي في الهند وطالب آخر في الولايات المتحدة الأمريكية لتلقي نفس الدورة التدريبية عالية الجودة. من خلال استخدام البرامج وتطبيقات الهاتف المحمول والمنصات الإلكترونية، يستطيع الطلاب الاستفادة من مواد دراسية متنوعة ومتنوعة بغض النظر عن مواقعهم الجغرافية. يعدّ هذا أحد أهم مظاهر التعليم العادل حيث يتيح الفرصة لكل طفل يمتلك جهاز كمبيوتر أو هاتف ذكي بالوصول إلى محتوى عالمي المعايير ومن أي مكان بالعالم. كما يشجع أيضا تبني نماذج جديدة مثل التعلم الهجين الذي يجمع بين الدراسة المعتادة والمواد المقدمة رقميًا مما يعزز فرص الوصول للمعلومة ويوسع دائرة المستفيدين منها.

2. زيادة سهولة الوصول للأقل حظاً

يتمكن الأطفال الذين ينتمون لعائلات ذات دخول محدودة وأصحاب الاحتياجات الخاصة وغيرهم ممن كانوا مضطرين سابقا للسفر لمسافات بعيدة للاستفادة من الخدمات التربوية المكثفة والمتخصصة، هم الآن قادرون على تلقي تلك الخدمات مباشرة بدون زيارات ميدانية قد تكون مكلفة وبائسة بسبب الظروف الصحية والنفسية. تعتبر الأدوات التكنولوجية الجديدة مصدراً مهماً لهذا النوع الجديد من دعم العملية التعليمية فهناك نظارات الواقع الافتراضي والتي توفر تجارب غامرة تساعد الأشخاص المصابين برهاب الاجتماع أو ضعف الإدراك على التعامل مع المواقف المختلفة بكفاءة أكبر وكذلك ما يعرف بتطبيقات الذكاء الاصطناعي الذي يتميز بمقدرته على تقديم مساعدة فردية وموجهة خصيصا لكل طالب وفق حاجاته وقدراته الشخصية وهذا يعد خطوة نوعية نحو مستقبل أفضل لمنظومات التعليم عامة وليس للأطفال محدودي القدرات فقط.

3. تقديم دورات مجانية وشاملة

تتيح الشبكة العنكبوتية مجموعة واسعة من المحتويات المجانية والتي تتسم بأنها شاملة وملائمة لجميع الأصعدة العلمية والمعرفية سواء بالنسبة للأعمار الصغيرة أو البالغين الراغبين بتطوير معرفتهم الذاتية قبل اتخاذ قرار محدد بشأن مستقبلهم الوظيفي مثلاً فقد تم إنشاء العديد من المنصات التعليمية المفتوحة المصدر أشهرها "كورسيرا" الشهيرة والتي تستقطب ملايين المستخدمين سنوياً للحصول على دروس مبسطة للغاية وفي الوقت نفسه تغطي كامل نطاق الاختصاصات الأكاديمية المختلفة بداية بالمبادئ الأساسية وانتهاء بأحدث العلوم والتكنولوجيات الناشئة حاليا كمجالات الروبوتات وأبحاث الطب الحيوي وما شابه ذلك مما يساهم بلا شك في خلق بيئات أكثر شمولا وتمكين لدى هؤلاء الطلبة بالإضافة لفائدة أخرى وهي تخفيف عبء الأقساط الدراسية ومن ثَمَ فتح المزيد من المنافذ المؤدية لتحقيق العدالة المجتمعية.

خاتمة

باختصار شديد؛ فإن التأثير الإيجابي للتكنولوجيا