يقول دكتور / عبد العزيز المقبل:
كلمني شاب متزوج من سنتين، انتقاده (الكبير) على زوجته أنها لم تكن كما كان يتوقع، تهوى القراءة.. وأنه جهد أن يدفعها إلى ذلك، وعمل كافة الأسباب، لكن دون جدوى.!
بل قال: إنه على استعداد أن يتنازل عن بعض أمور البيت لو تجاوبت معه، وبدأت مشوار القراءة.!!
إن الزوج الذي يجعل الثقافة (الشكلية) هي الصفة (الأولى)، فيمن يتمناه من الزوجات، ومن (يحاكم) الزوجة بناء على مستواها (الثقافي) ..في رأيي (الشخصي) أن أولئك يركزون نظرهم على الإطار، ويتجاهلون اللوحة..ولا يدركون هذا حتى يعيشوا التجربة، بل ويمضوا فيها.!
إن أصحاب الشهادات العليا، والألقاب بكل ألوانها هم بشر كغيرهم؛ فمن كان منهم يحمل العقل الناضج، والسلوك الرائع، فهو كان متصفًا بذلك قبل أن يحصل على الشهادة واللقب، ومن كان بخلاف ذلك فهو أيضا كان يتصف بذلك قبل أن يحصل على الشهادة واللقب، ويبقى (الجوهر) هو الأساس
وهناك أمر من المهم جدا التنبّه له، وهو أن العاقل؛رجلا أو امرأة(يخلع)عباءة لقبه قبل أن يدخل بيته، فوظيفته في البيت زوجا/ زوجة، والدا/والدة..وحين يتجه إلى عمله الوظيفي يرتدي عباءته تلك..وهذا يجعله، في البيت ومسؤولياته،يحاكم نفسه بناء على وظيفته الزوجية/الوالدية، لا على لقبه الوظيفي
وتبقى القراءة وما تحققه من معرفة، أمر جدّ رائع خاصة حين تكون سلوكًا أسريًا، وأن تنتقل في ذهن الوالدين من مجرد (ديكور) إلى سلوكي (إيجابي) يميز صاحبه..وأن يكون الوالدان، أو أحدهما فيها (قدوة) للأبناء..لكنها مع ذلك ليست –بجملتها- صفة (أساسية) لنجاح العلاقة الزوجية
#ياسر_الحزيمي
