الدين والعلوم الحديثة: التكامل أم التنافر؟

يُعدّ موضوع العلاقة بين الدين والعلوم أحد أكثر المواضيع شيوعاً وجدلاً في عصرنا الحديث. يرى البعض أنها علاقة تنافر تتعارض فيه الحقائق العلمية مع تعاليم

  • صاحب المنشور: رميصاء بن عثمان

    ملخص النقاش:
    يُعدّ موضوع العلاقة بين الدين والعلوم أحد أكثر المواضيع شيوعاً وجدلاً في عصرنا الحديث. يرى البعض أنها علاقة تنافر تتعارض فيه الحقائق العلمية مع تعاليم الأديان؛ بينما يؤمن آخرون بأن هذه العلوم يمكن دمجها وتوحيدها تحت سقف واحد من الإيمان والتفاهم المتبادل. يستعرض هذا المقال الجوانب المختلفة لهذه القضية، مستعرضًا الحجج المؤيدة والمعارضة لكلا الرأيين، ويستكشف كيف أثرت الثورة العلمية على فهم الناس للعالم، وكيف استجابت المؤسسات الدينية لتلك التحولات.

خلال القرنين الماضيين، حققت العلوم تقدماً علمياً هائلاً سمح للإنسانية بفهم طبيعة الكون بطريقة لم تكن ممكنة سابقاً. غير أن هذا الغزو المعرفي الجديد خلق تحديات أمام المنظورات التقليدية للدين، خاصة فيما يتعلق بمفاهيم مثل الخلق والإله والإيمان بالغيب. فعلى سبيل المثال، طرحت نظرية داروين حول الانتقاء الطبيعي تحديًا مباشرًا للرواية الكتابية للتطور البشري. وأدى ذلك إلى نقاش حاد بشأن مدى توافق تلك الاكتشافات الجديدة مع العقائد والموروثات الثقافية الدينية.

وقد رد بعض علماء المسلمين وعامة المسلمين بتكييف تفسيرات متجددة لمعارفهم الدينية تلبي متطلبات المعرفة العلمية الحديثة. فمثلاً، اعتبر العديد من المفكرين الإسلاميين "التوافق" -أو الـ"إشادة"- كآلية لحفظ انسجام العقل والعلم والدين. ويتضمن ذلك تبني تأويلات تستثمر الفضاء المفتوح للمباح النقلي والعملي داخل القرآن الكريم والسنة المطهرة لإيجاد حلول وسط مناسبة تتسامح مع الاختلافات الواضحة الظاهرة سطحياً ولكنها أساسا تعكس حرص الشريعة الإسلامية والحكمة الإلهية الجوهرية التي تضفي بها السلام والأمل لكل البشرية بلا تمييز أو تحيز أو تفرقة. وهذه المقاربات التأويلية المبنية على قراءة عميقة للأصول الدينية قد أدت لتطوير رؤى شمولية تجمع علوم الأرض وبحوث الفلك والنظر الإنساني بعناصر الوحي والقسط الإلهي الذي يدعو إليه الرحمن الرحيم عزوجل جل وعلى وعلى عرش الرحمن نزل بهذا الدين ليحق الحق ويبطل الباطل وينصر عباده المهتدين المستقيمين في كل زمان ومكان.

ومن جهة أخرى، رحبت بعض المؤسسات الدينية التقليدية باحتضان وتوظيف العلوم كوسيلة لفهم وتعزيز إيمان جماعاتهم الخاصة. فقد أصبح هناك اهتمام ملحوظ مؤخرًا لدى علماء الدين بمواكبة التطورات العلمية وفهم تأثيرها المحتمل على معتقداتهم وشرائعهم. فعلى الرغم من وجود مخاوف الأوليين لدى الكثير منهم بسبب مفاهيم جديدة مثل الصراع بين الدين والعلم وغيرها مما يشكل تهديدا لهويتنا وقدسيتنا كمسلمين إلا أنه ومع الوقت ظهر اتجاه جديد باتجاه نهج تداولي قائم على قدر كبير من المرونة والتعبير المجازي الذي يسمح بإدارة أي خلاف ظاهري مع المحافظة أيضًاعلى أصالة وفطرة دين شعبنا الاسلامي وثوابته الجامعة للمؤمنين عند الله سبحانه وتعالى. وفي الواقع فإن التجريب التجريبي وتحليل التجارب العملية قد اثمرت نتائج مهمة تساهم بالإضافه لما ورد بالسنة المطهرةوالقرآن عز


حسان بن الطيب

8 مدونة المشاركات

التعليقات