في تصفحنا للأحاديث النبوية الشريفة، لم نجد أي دليل صحيح يدعم الفكرة بأن الله تعالى اختار اسم "اليتيم" لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم خلال رحلة الإسراء والمعراج. بدلاً من ذلك، تبين لنا أن الله سبحانه وتعالى ذكر النبي الكريم باسمه بالفعل، مثلما جاء في حديث الأنصار الذي رواه البخاري ومسلم، حيث خاطبه الرب جل وعلى قائلاً: "يا محمد". بالإضافة إلى ذلك، يؤكد الحديث الآخر الذي رواه الصحابي الجليل أبي هريرة، والذي صححه العلماء، على التواضع والتوجه نحو العبودية المكملة لمقام الرسالة، عندما طرح جبريل على النبي الكريم اختياره بين الملك والنبي أو العبد الرسول، ليختار الأخير تواضعاً وإيماناً عميقاً بدوره المقدس. لذلك، يجب التأكيد على عدم وجود سند شرعي ثابت لهذا الادعاء حول تسمية خاصة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم بناءً على صفته كيتيم. إن مصطلح اليتم ليس غير مذموم بذاته، ولكنه حالة مؤقتة مؤلمة يعيشها البعض، ويستمر تأثيرها حتى مرحلة البلوغ فقط حسب بعض الروايات. وفي نهاية المطاف، فإن مقام وحقيقة النبي الأعظم تتخطى حدود وصفه الشخصي وتتجلى بوضوح أكبر في مهامه ودور رسالة الإسلام التي حملها للعالم أجمع بإخلاص وفداء.
بحث
منشورات شائعة