• صاحب المنشور: رياض الدين الأنصاري
  
  ملخص النقاش:
  

  تُعدّ العلاقة بين الإسلام والبيئة موضوعًا حيويًا ومثيرا للجدل في الوقت الحاضر. يركز هذا المقال على استكشاف كيفية تعزيز الفقه الإسلامي لحفظ وصيانة البيئة وكيف يمكن للممارسات الدينية أن تشجع الناس على اتباع نهج أكثر مراعاة للبيئة في حياتهم اليومية.

يتضح اهتمام الإسلام بالبيئة في عدة جوانب مختلفة من الشريعة الإسلامية. وفقا لتعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية، خلقت الأرض كبيت للإنسان ولكائنات أخرى، وقد أوكل الله الإنسان بحفظها ورعايتها. يقول تعالى في سورة الروم الآية 29: "أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ". يؤكد هذا الآية على جمال وفائدة خلق الله ومتنوعاته. كما ذكر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أهمية رعاية الحيوانات والنباتات، حيث روى أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال: «بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي فملأ خفه وهو فيه ماء فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له» (رواه البخاري). هذه الأحاديث توضح كيف يعكس الفقه الإسلامي تقديره للحياة البرية وضرورة حمايتها.

الدعوة إلى الاستدامة والمراعاة

ينادي الفقه الإسلامي بشدة باتباع حياة مستدامة ومراعية للبيئة. يُحرّم هدر الموارد ويحث الأفراد والجماعات على استخدامها بحكمة وعدالة. يتناول الإمام الغزالي مثلا مسألة القضاء على الحياة البرية غير المفيدة للإنسان مباشرة ولكن لها دوراً أساسياً في المحافظة على توازن النظام البيئي. يشجع الدين الإسلامي على زراعة الأشجار والبساتين كمصدر للغذاء والمواد الخام لإنتاج الأدوية والتلوين وغيرها. كذلك يشدد على ضرورة احترام النباتات والحيوانات واحترام حقوقها الأساسية بالحياة والحماية من الظلم والقسوة بأي شكل من الأشكال.

بالإضافة لذلك، يدعو الإسلام إلى الحد من التلوث وضمان بقاء المياه عذبة وأرض نظيفة. يحاسب المسلم نفسه ومن حوله عند أي مخالفات لهذه الأحكام الإسلامية التي تتعلق بمبادرات حفظ البيئة والاستخدام المسؤول للموارد المتاحة.

التطبيق العملي للأفعال الأخلاقية

إن تطبيق المبادئ الأخلاقية والإرشادات الد