تشير آية "واعتصموا بحبل الله جميعاً" في سورة آل عمران إلى أهمية الاتحاد بين المسلمين والثقة الكاملة بوحدانية الله عز وجل. يشرح المفسرون رحمهم الله أن هناك نوعين من الاعتصام: الاعتصام بالله والاعتصام بحبله.
أولاً، الاعتصام بالله يعني الثقة العمياء فيه سبحانه وتعالى، والإيمان بأن جميع الأمور تحت سيطرته ومعرفته. هذا النوع من الاعتصام يحمي المسلم من الخوف والقلق، لأنه يعرف أنه موكل برعاية خالق الكون. أما بالنسبة للاعتصام بحبل الله، فهو تشبيه للحفاظ على وحدتنا الإسلامية وتماسكنا. مثلما يحتاج الراكب إلى حصانة حصانة حصانة لأن يستخدم عصا للمشي عبر الصحراء، يجب علينا جميعاً استخدام قرآننا الكريم كنور لدينا لتجنب الانحراف والخروج عن الطريق المستقيم.
وفي الوقت ذاته، يفيد الكتاب والسنة أن الاعتصام بالله ليس مجرد قول بل فعل أيضا. إنه وضع ثقتهم وثقتنا في الله خالصةً له بدون شريك، واستخدام أدواته المقدسة كالقرآن للتغلب على تحديات الحياة الروحية والجسدية. كما يقول الفقهاء القدماء، "فالتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم حقٌّ لكل فرد مسلم"، مشددين بذلك ضرورة متابعة تعاليمه والاسترشاد بسيرته المشرفة لأجل تحقيق كامل لهذا الشعور بالاعتصام.
ختاما، يعد فهم عميق لهذه الأحكام الشرائعية إلزامي لتحقيق هدف مقدس يتمثل في جمع الصف الإسلامي وتfostering شعور بالانتماء الفردي للجماعة. ينصح القراء باستكشاف المزيد حول موضوع "الاعتصام" عبر الرجوع لموارد موسوعة الإمام ابن القيم والحلقة المرئية المتوفرة اونلاين بالإضافة إلى مرجع مهم آخر كتبه الدكتور سعد القحطان الشهير بعنوان "الاغتنام بالحبر والكلام".