- صاحب المنشور: أسيل العروي
ملخص النقاش:
في عالم اليوم المتزايد التعقيد، حيث يواجه البشر التحدي المستمر لتلبية الحاجات الإنسانية مع الحفاظ على كوكبنا الأزرق الصغير، يأتي الاقتصاد الدائري كمنظومة اقتصادية جديدة تهدف إلى إعادة تعريف الطريقة التي نستهلك بها وتنتج بها. هذا النظام الذي يعكس حلقة الحياة الطبيعية - الولادة، النمو، الوفاة والتجدد- ، يقترح عملية إنتاج واستهلاك أكثر استدامة وكفاءة وأقل ضغطاً على البيئة. إلا أنه يتطلب تحولا هائلا في الفهم والممارسات، مما يخلق العديد من التحديات التي تحتاج إلى مواجهة مباشرة.
فهم ومشاركة المجتمع
أحد أكبر العقبات أمام تبني نموذج الاقتصاد الدائري هو نقص المعرفة والوعي العام حول ماهيته وفوائده. غالباً ما يتم الخلط بينه وبين "الحفظ" أو مجرد تقليل الاستهلاك. لكن الاقتصاد الدائري يدور حول دورة حياة مستمرة للأصول، حيث يتم تصميم المنتجات لصنعها باستخدام مواد يمكن إعادة استخدامها أو إعادة تدويرها بسهولة عند نهاية عمر المنتج. وهذا يعني تغيير ثقافة الاستهلاك التي وضعت القيمة القصوى على فكرة الملكية الواحدة والنهائية للسلع.
للتغلب على هذه المشكلة، هناك حاجة لجهود تعليمية واسعة النطاق لنشر المعلومات الصحيحة حول الاقتصاد الدائري. ويمكن تحقيق ذلك عبر مختلف الوسائل مثل المدارس، الجامعات، وسائل الإعلام، وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها.
السياسات الحكومية والدعم المؤسسي
إن بدء الانتقال نحو اقتصاد دائري أمر غير ممكن بدون وجود تشريع وخطط حكومية داعمة. تتضمن بعض العناصر الأساسية لهذه التدابير تقديم حوافز للشركات للمشاركة في مبادرات الاقتصاد الدائري، وإنشاء منظمات تنظيمية قوية تعمل على مراقبة ومتابعة التنفيذ الفعال لهذا النهج الجديد. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هنالك حاجة لإصلاح بنى البنية التحتية الحالية لاستيعاب نماذج الأعمال الجديدة المرتبطة بالاقتصاد الدائري.
كما يلعب القطاع الخاص دوراً محورياً أيضاً. الشركات بحاجة لأن تقوم بتحديث عمليات التصميم وإنتاج منتجات قابلة لإعادة الاستخدام أو إعادة التدوير. كما ينبغي عليها تطوير خدمات اشتراك جديدة تسمح بمشاركة الأدوات والأجهزة بدلاً من شرائها مرة واحدة مدى الحياة.
مقاومة التغيير والصناعة التقليدية
ربما تكون أهم تحدٍ يكمن في قدرة الأشخاص والشركات على قبول وخضوع العملية الإبداعية للتغيير جذرياً. قد يشكل اعتماد طرائق عمل جديدة مخاوف بشأن الجدوى المالية والاستقرار الوظيفي. هنا، دور الحكومة مهم للغاية ليس فقط بتقديم الحوافز ولكن أيضا بطمأنة العامة بأن الانتقال إلى الاقتصاد الدائري سيخلق فرص عمل جديدة ويحسن مستوى العمالة الموجودة بالفعل داخل تلك القطاعات الأكثر تأثيراً بالتغيير المقترح.
الاستنتاج
الانتقال نحو اقتصاد قائم على الدوري يعتبر فرصة عظيمة للإنسانية لتحقيق توازن أفضل بين رفاهيتها البيئية والاقتصادية. رغم التحديات العديدة المذكورة أعلاه والتي تستوجب جهداً كبيرًا وجادًا للاستجابة لها ومعالجتها؛ فإن الرؤية المثلى للاقتصاد الدائري توفر دعماً متينا للحياة المستدامة وصيانة الكرة الأرضية لنا ولكل الاجيال المقبلة بعدنا بإذن الله تعالى عزوجل جل وعلى نبيه المصطفى سيدنا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم سلام الله عليكم ورحمته وبركاته .