تأثير التكنولوجيا على العلاقات الأسرية: التوازن بين الاتصال والإهمال الرقمي

التقدم التكنولوجي الذي شهدته السنوات الأخيرة قد أحدث تحولاً جذرياً في طريقة تواصلنا وتفاعلنا مع العائلة. بينما توفر وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات

  • صاحب المنشور: يسرى الشريف

    ملخص النقاش:
    التقدم التكنولوجي الذي شهدته السنوات الأخيرة قد أحدث تحولاً جذرياً في طريقة تواصلنا وتفاعلنا مع العائلة. بينما توفر وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكية فرصًا جديدة للاتصال الفوري بغض النظر عن المسافة الجغرافية، إلا أنها أتت أيضًا بتحديات غير مسبوقة خاصة فيما يتعلق بالعلاقات داخل الأسرة. يسلط هذا المقال الضوء على الآثار الإيجابية والسلبية للتكنولوجيا على الحياة العائلية وكيف يمكن تحقيق توازن أفضل لاستخدام هذه الأدوات الحديثة بطريقة تعزز الروابط الاجتماعية دون التأثير السلبي عليها.

على الصعيد الإيجابي، سهلت التكنولوجيا عملية التواصل اليومي داخل الأسرة. يمكن للأبناء البعيدة المسافة الآن مشاركة لحظتهم بالحياة اليومية مباشرة عبر الفيديوهات والصور ومكالمات الفيديو سواء كانوا طلاب الجامعات أو أعضاء بدوام كامل خارج المنزل. كما أدى ظهور المنصات التعليمية الافتراضية إلى تقديم دروس وتعليم مباشر لعناصر مختلفة من المعرفة مما يعزز خبرات التعلم لدى الأطفال والشباب وهذا بدوره يساهم في بناء أساس قوي لنمو متكامل ومتعدد جوانب للشخصية عند أبنائنا وبناتنا المستقبليين. بالإضافة لذلك فإن استخدام المحتوى المفيد والإنتاجي مثل القراءة الإلكترونية والاستماع لمقاطع صوتية هادفة أثناء التنقل مثلا يساعد أفراد الاسرة علي توسيع آفاق معرفتهم الثقافية والعلميه .

من الجانب الآخر، هناك مخاطر مرتبطة بالإفراط باستخدام الإنترنت والأجهزة الرقمية الأخرى والتي تشكل تهديدا حقيقيا لترابط العائلات التقليدية وأساليبها المتعارف عليه منذ القدم كالجلسات الدورية للمناقشة والمشاركة بالأحداث والحلقات المعرفية وغيرها الكثير مما كان يشكل جزءا رئيسيا وضروريا للعيش بسعادة ضمن اطار عائلى مُرتبط ارتباط وثيق بالثوابت والقيم المجتمعية الأصيلة. أحد أكثر هذه المخاطر شيوعا هي "الإهمال الرقمي"، حيث يقضي الأفراد ساعات طويلة أمام الشاشات متجاهلين احتياجات بعضهم البعض الحيوية كالحديث الشخصي ومشاركة المواقف اليومية المشتركة التي تعتبر ضرورية لبناء الثقة والتقدير المتبادل بين members of the family unit itself. كذلك الأمر بالنسبة للأطفال الذين غالبًا ما يتم تركهم تحت تأثير محتوى رقمي متنوع التركيبة دون مراقبة أو توجيه مناسب وقد يؤدي ذلك إلي مضاعفات سلوكية وفكرية خطيرة بحسب الدراسات الحديثة حول تأثيرات الوسائل الاعلامية الجديدة عليهم وعلى نموهم النفسي والفكري الطبيعي المرتكز علي المقاييس الأخلاقية والمعنوية الراسخة لدينا كمجتمع عربي مسلم أصيل له ثقافته وهويته الواضحة أمام العالم اجمع وما زالت حافزه نحو المزيد من الانفتاح المدروس والنظر بعين اليقظة لكل جديد حتى وإن شكل تحديًا كبيرًا لكنه بالتأكيد ليس مستحيلاً التحكم فيه واستخدامه لصالح حاضر ومستقبل اسرنا الغالية بإذن الله تعالى وعونه عز وجل وهو نعم المولى ونعم الوكيل!


نادية بن داود

4 مدونة المشاركات

التعليقات