حكم منح الطبيب إجازة مرضية للمريض: بين الإحسان والتحري

التعليقات · 0 مشاهدات

عندما يزورك مريض ويطلب إجازة مرضية، قد تواجه صعوبة في تحديد ما إذا كان يعاني من مرض حقيقي أم لا. في هذه الحالة، يجب عليك اتباع بعض المبادئ الشرعية لضم

عندما يزورك مريض ويطلب إجازة مرضية، قد تواجه صعوبة في تحديد ما إذا كان يعاني من مرض حقيقي أم لا. في هذه الحالة، يجب عليك اتباع بعض المبادئ الشرعية لضمان عدم الوقوع في الإثم.

إذا كان المرض ظاهراً، فلا يوجد أي مشكلة في منح المريض إجازة بناءً على حالته الصحية. ولكن إذا لم يكن المرض واضحاً، ويعتمد الطبيب على الأعراض التي يذكرها المريض، فإن الأصل هو إحسان الظن بالمسلم وحمله على الصدق. لذلك، يمكنك منح المريض إجازة مناسبة لمرضه، طالما أنك لا تغلب على الظن كذبه.

يقول الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله: "العمل بالظاهر لازم ما لم يقم دليل صارف عنه يجب الرجوع إليه". وهذا يعني أنك يجب أن تعتمد على ما تراه وتسمعه من المريض، ولكن مع التحري والتحقق من صحة ادعاءاته.

إذا أعطيت المريض إجازة بناءً على كلامه، وكان كاذباً في الحقيقة، فلا إثم عليك. لأنك إنما تحكم على الظاهر، كما يحكم بأقوال الشهود، ولو كانوا كاذبين في الباطن. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ وَأَقْضِيَ لَهُ عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا فَلَا يَأْخُذْ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنْ النَّارِ".

المطلوب منك أن تتحرى وتتحقق من حالة المريض، ولا تساعده على الحصول على إجازة لا يستحقها. إذا أعطيت المريض إجازة بناءً على كذبه، فإنك تقع في الإثم، لأنك ستكون قد قلت الزور وشهدت شهادة الزور. كما أن المريض نفسه سيكون آثماً وكاذباً على الجهات المسؤولة، وآكل للمال بالباطل.

في النهاية، يجب عليك أن تتذكر أن إعطاء إجازة مرضية بناءً على كذب المريض هو من أكبر الكبائر، كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "في الصحيحين عن أبي بكر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول الله،؟ قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين ، وكان متكئاً فجلس، فقال: وقول الزور وشهادة الزور".

لذلك، يجب عليك أن تكون حذراً في

التعليقات