بعد وفاة الأب، تسقط نفقة زوجته بشكل تلقائي حسب الشريعة الإسلامية. وذلك لأن مسؤولية النفقة تقع على عاتق الشخص الذي يقوم بالنفقات أثناء حياته فقط. ليس هنالك دليل شرعي يلزم أولاد الرجل بنفقتهم عليها بمجرد كونها زوجة لأبيه المتوفي. ولا يعد أقرباء الزوجة من الدرجة الأولى ملزمين بنفقتهم أيضًا، حيث إن نفقة الأقارب تعتمد على وجود ارتباط قطعي كالدم أو الزواج أو الملكية. وفي حالة عدم وجود هذا الربط القوي، تصبح مسئولية نفقة هذه الزوجة مرتبطة بالأقرباء الذين لديهم علاقة قربى منها فيما يعرف باسم "رابط الرحم".
وعلى الرغم من أنه ليس هناك التزام قانوني بإعالة تلك الأم، تبرز أهمية التعامل بالحكمة والإنسانية نحوها بسبب العلاقة التي تربطها بالعائلة خلال فترة زواجها. فعندما يكون المرء برًّا مع والدته، يمكن اعتباره كذلك تجاه أحبابه الآخرين بما في ذلك أصدقاء والده المقربون. لذلك， ينبغي للأبناء مراعاة مشاعر أم آبائهم واحترام ذكرى أبوهم عبر حسن المعاملة لهذه المرأة. إنها طريقة للتعبير عن الاحترام والتقدير للأب وتأكيد الحب والعاطفة نحو أفراد العائلة كافة.
أما بالنسبة للحالة الخاصة بالسيدة وقد اخترت البقاء لدى أهلها بدلاً من الانتقال للعيش مع أبنائها عقب وفاة زوجها، فهذه حرية مكفولة بشرط ألَّا يتم فرض الضغط عليها لإجبارها على اتخاذ قرار غير مرغوب فيه. وإذا تعرضت للسلوكيات المسيئة مما اضطرت لإخراج نفسها من منزل أبيك بشكل مؤقت لحماية حقوقها والكرامة الشخصية، فلن تُعتبر مخالفة للشريعة وستكون مُعذرة بشأن انتقالها خارج المنزل. فالهدوء والحفاظعلى سلامتك أمر مهم للغاية تحت جميع الظروف.
