في المطار وبرحلات الانتظار للطويلة، أبحث عن طاولة مطلّة على رحابة القاعة، أراقب وأدوّن. بجانبي امرأ

في المطار وبرحلات الانتظار للطويلة، أبحث عن طاولة مطلّة على رحابة القاعة، أراقب وأدوّن. بجانبي امرأة، على مكالمة هاتفيّة، تلعب بجدائل شعرها تارةً، وت

في المطار وبرحلات الانتظار للطويلة، أبحث عن طاولة مطلّة على رحابة القاعة، أراقب وأدوّن.

بجانبي امرأة، على مكالمة هاتفيّة، تلعب بجدائل شعرها تارةً، وتلامس خديّها ورقبتها بطرف أصابعها، اللغة غير مفهومة، راهنت نفسي بأنّها مكالمة غراميّة لحبيب تم لقاؤه قريباً (ليس مهمّا بالمرّة)

افتح المترجم الصوتي وهاتفي يسترق السمع كلّه ويدوّن بالإنجليزية ما تقول (ليس مهمّا أيضاً)

كلّ هذا ليس مهم؛ المهم أنّها كانت عربيّة بامتياز رغم صهابة شعرها، ونماشة وجهها، إذ كانت تقنعه بأن يتعرّف على والديها بعد أوّل لقاء، وانهت المحادثة بالسؤال الأزلي الذي يرافق كل فتاة تعشق،

والذي يرادف سؤال المرأة العربية "متى تتقدّم لي" بـ متى تزورنا البيت؟

تذكّرت امتعاض عادل إمام مع معلمته حينما سألته عن المنطق فلمْ يستطيع أن يجيب على السؤال وأردف قائلاً: "أنا لو أعرف أقول على طول!"

والآن بعدما تأكّدت أنّها أزمة نسويّة كونيّة، ماذا يسعني أن أقول سوى:

أوّاه حينما تحاول المرأة أغراء الرجل، هنا تستعين بمكر حوّاء وبخباثة عشتار، وبجموح أفروديت، وبجرأة زليخة، فيحتار الرجل ماذا يصنع!

أمّا ماذا صنع صاحبنا؛ فحسب الترجمة التي انتهت باستنطاق عقلها لمفردة أحبّك، لا شكّ أنّه سيذهب بالغد قبل استيقاظ الشمس وتغاريد السنونو،

سيكون الأحمق عند باب بيت أبيها حاملاً قنينة نبيذ أو ربّما باقة ورد، وستبدأ مراسم الجنازة الصاخبة.

مشهد متخيّل يدور في باطن الرجل الآن:

إلهي مذنبٌ كفالجان، لقطعة حبّ صغيرة، تروي ضجر الليل، لم أشأ يوماً أن أمتلك المخبز بأكمله، من ذا الذي يعبث بعش الدبابير فيسْلم!


نورة البوعزاوي

9 مدونة المشاركات

التعليقات