متى عرفت بلجا؟
من الذاكرة
وجدت الشيخ عبدالله العيسري منذ سنين في مطار مسقط معه أسرته الكريمة وبلج.
وفي حديث بيننا تبين أن وجهتنا واحدة والخطة سبحان الله متطابقة.
وصلنا فتفاجأت بالشيخ يدفع بابنه إلي قائلا هذا بلج تلميذك في السفر وكثّف عليه في مسائل النحو وأحسبه قال وإعراب الشعر.
المهم هناك صحبني بلج وكان حينها صغيرا ذكيا فعجبت من حرص الأب على تعليم ابنه وبر الابن الذي لم يُظهر لي أي تمعض ولازمني بلا تأفف.. عندما قفلنا راجعين وفي استراحة مطار أديسا بابا صب لي الأب قهوة وأتاني الابن بالحلوى ليعبر عن شكره في مشهد تربوي تعلمت منه أنا أكثر من بلج رحمه الله.
وقد سمحت لي هذه الفرصة اكتشاف الشيخ العيسري وأن كل ما يعلِّمه في مراكزه من مهارات إنما هي من رحم تجربته وعمله بما يعلم فقد كان مربيا ذكيا صبورا..كان معه طفل صغير اسمه عامر أو أبو عامر(لا أذكر) لكن كان يناديه بالكنية ويكلمه كالكبار مما ينميه وينفعه، وكان صبرا على مشاكسته لا يعنفه.
كنت أحمل كتاب المشارق ومعه كتاب آخر وكراسة وكنت أضطر للقيام في الطائرة لفتح الخزانة وإخراج الكتب لطول السفر فقال لي الشيخ مشيراً إلى هاتفه (عليك بالمغني عن حمل الأسفار في الأسفار) قلت وما تصنع بالكتابة قال كتبت فيه نحوا من عشرة كتب (فيما أظن) ومنها اشتريت جهاز النوت للقراءة.
ولولا الإطالة سردت مواقف أُخَر من الرحلة غير أن المقصود مواساتهم واستدرار الدعاء للفقد ولأبيه وعائلته. رحم الله الأخ بلجا ورزقه الرضوان وأعالي الجنان اللهم صبّر أهله، وآجرهم في مصابهم وعوضهم خيرا، وإنا إليه راجعون.