في شهر رمضان المبارك، لا يوجد حد معين محدد لعدد الركعات التي يجب أدائها أثناء القيام. يقول الشيخ الإسلام ابن تيمية إن "قيام رمضان نفسه ليس له عدد محدد". وبالتالي، يمكن للمؤمن أن يصلّي أي عدد يرغب به من الركعات خلال هذه الليالي الفضيلة. المهم هنا هو النية الصادقة والإخلاص في التعبد.
وقد دلنا الحديث الشريف الذي رواه أبو زرّ على فضل الصلاة مع الإمام، حيث قال الرسول ﷺ: "إذا صلى أحدكم مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام الليل"، مما يشجع المسلمين على الانضمام إلى صلاة الجماعة التي يتم تنظيمها خصيصاً في المساجد خلال هذا الشهر الكريم. هذا التجمع الراتب يشهد توافقاً مع نهج النبي ﷺ والسلف الصالح، ويحث المؤمنين على المثابرة والصبر لإتمام صلواتهم.
بالنسبة لمن يؤدي الصلاة بمفرده، فإن السنة النبوية توضح لنا نموذجياً كيفية قيام النبي محمد ﷺ بالصلاة، والتي كانت تتضمن خمس مجموعات من الرباعيات يليها ثلاث صلوات فردية، مما يعادل إحدى عشر ركعة بشكل عام. ولكن الأمر متروك لكل شخص لتقدير طاقته وقدرته على الخشوع والتواضع، وفقا لما يسمح به جسده ونفسيه.
وفي النهاية، يبقى هدف قيام الليل في رمضان واضحاً وهو تحقيق التقرب إلى الله عز وجل بروح الإيمان والتقوى.
