فيما يتعلق بصلاة الجنازة، يُستحب وفقًا للشريعة الإسلامية أن يكون المصلون صفوفًا متعددة بدلاً من صف واحد طويل، حتى وإن كان عددهم أكبر من مائة شخص كما حدث في حالتكم. وهذا الاستحباب مبني على عدة أدلة شرعية.
روى جابر بن سمرة رضي الله عنه أنه رأى الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي على نجاشي الحبشة وكان المصليون "في الصف الثاني والثالث". وهناك أيضًا حديث مالِكِ بنِ هُبَيْرَةَ الذي يؤكد أهمية فصل المصلين إلى ثلاث صفوف أو أكثر أثناء صلاة الجنازة. ومع ذلك، فإن مجرد وجود صف واحد ليس مخالفاً للشريعة، فالهدف الرئيسي هو اختيار الأكثر فضيلة حسب الأدلة المتاحة.
وقد اتفق معظم علماء الدين الإسلامي على استحباب الفصل إلى ثلاث صفوف أو أكثر لصلاة الجنازة، بما في ذلك الفقهاء الذين وضعوا كتب القانون الإسلامي مثل "المجموع"، و"الاستذكار"، و"كشاف القناع". ومن بين الفوائد المحتملة لهذا الترتيب زيادة الفرصة للغفران والشفاعة للميت بناءً على تنوع وسائل الدعاء والصلاة. ولكن، إذا لم يتم تطبيق التقسيم الثلاثي بسبب ظروف محددة، فلا يعد هذا خطأ، ويتعين احترام قرار الإمام فيما يتعلق بطريقة التنفيذ العملية.
وفي النهاية، بينما يجيز الشارع تكرار الصلاة بجنازة واحدة ويحث عليها - كما ورد في حديث آخر صحيح – إلا أنه يعتبر أفضل ممارسة تنظيم مصلي الجنازة بصورة تتضمن عدة صفوف، مما يعكس الرعاية والدعم المجتمعي للعائلة والأصدقاء خلال لحظة حداد هامة.