في يوم القيامة، سيكون هناك تحولات كبيرة في الكون كما وصفها القرآن الكريم، حيث تشهد الأرض والسماء تغيرات عميقة ("يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات"). ومع ذلك، وفقاً للمعتقد الإسلامي، فهناك كيانات خالدة وباقية رغم هذه التغيرات.
تشمل تلك الكيانات الخالدة جنات النعيم وجحيم النار، إذ تم خلقهما خصيصاً لبقاء دائم، ولذلك لن يمسها أي تغيير وقت قيام الساعة. كذلك الأمر بالنسبة للعرش والكرسي، وهذه الحقائق مستمدة من الأدلة القرآنية والنبوية. مثلاً، ورد في سورة الحاقة الآيات التالية: "وانشقت السماء فهي يومئذ واهية والملائكة على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية"، مما يشير إلى استمرار وجود وصمود العرش حتى أثناء التغيرات الهائلة التي تمر بها الكون.
أما فيما يخص اللوح المحفوظ، فالحكم المستند إليه ليس واضحاً بشكل كامل، حيث تعتبر مسألة البقاء أم الزوال جزءاً من الغيوب التي تحتاج إلى الوحي لإعطاء حكم نهائي عليها. لذلك يتم التركيز في الفتوى على الأمور الواضحة والمعلومة والتي لها أهميتها العملية والدينية. وينصح المسلمون بتوجيه جهودهم نحو فهم وتعزيز القضايا الدينية ذات التأثير اليومي بدلاً من الانغماس في التفاصيل الغيبية التي قد تكون مشغلة وغير ضرورية.
وفي النهاية، يجب على المؤمن أن يستلهم منها أهمية احترام قانون الرب وعدم المغامرة بالتكهن بما لم يؤمر به، مع ترك القلب متفتحاً للإيمان ومستعداً للاستعداد للأعمال الصالحة بناءً على تعليماته سبحانه وتعالى.