مُذ أُحيلت الدّراسة عن بعد، لم نعد نعرف طريقًا للسكينة والهدوء في منازلنا؛ صغار ذو حركات ثعلبانيّة مدججون بالآيبادات، وأمهات عند دخولهم يستعيذون بالله من الشيطان الرجيم ونحن الذي اعتدنا على بسملتهم والسّلام كلما همّوا بالدخول .. ها قد غيّروا ذِكرهم وصار التعوّذ نصيب الولوج
فلان خطف القلم، وفلانة سرقت الكراس، والأصغر عبث في جهاز الأكبر، والوسطى لا تريد أن تحل واجباتها المدرسية، وذاك الذي لايعرف عن الرياضيات شيئا سوى أنها تُدرّس بالصف، والمشاغب الذي تضطرم النار في رأسه: يرتكب الكثير من الحماقات؛ فما إن تبدأ دروسه، يبدأ هو باللعب
تخطو الأم برجلها اليمنى مُقتحمة الدار، آن وقت المحاضرات للصغار، ومن هنا يتجلى لها أهمية الاستعداد العسكري، فتقوم بتجهيز زوجين من الأحذية والخيزران والأفلاك ومافيها، والأرض ومن عليها، كان أكثر أهدافها اعتراض حركاتهم الثعلبانيّة
والحذاء عنصر رئيس في إدارة هذا الصراع وإدالته، ولا يكون الظهور سجالًا بين الأطراف المتباينة إلا بوجود ذلك العامل: الزنوبة؛ الزنوبة التي لايُمكن استعمالها لغرضها الرئيسي فقط .. والهدف أن يتخرّج الابن عالمًا أو طبيبًا أو مهندسًا؛ جرّاء الصفع المتواصل على قفاه!
كلّ ذلك من أجلك يا أبا رأس مربّع!