في الإسلام، التربية ليست مسؤولية شخص واحد فقط؛ إنها واجب مشترك بين الوالدين. لذلك، يجب على كل من الزوج والزوجة التعاون والتشاور بشأن رفاهية ورعاية أطفالهما. وقد ورد في القرآن الكريم في سورة البقرة الآية ٢٣٣ "وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا... فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا". يشير هذا إلى أهمية التشاور والتراضي عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالأسرة والأطفال.
وفي حالتك، يبدو أن هناك سوء فهم حول دور كل طرف في هذه القضية. ليس مطلوباً من الزوج حرمان ابنته مما هو حق مشروع لها؛ لأن حقوق المرأة والأمومة تحظى باحترام كبير في الشريعة الإسلامية. ومع ذلك، ينبغي النظر أيضاً إلى الجانب الآخر من الصورة. وجود الجدة الوحيدة قد يسبب شعوراً بالعزلة والحاجة إلى التواصل الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، بما أن الجدة تقيم في منزل مجاور وليس بعيداً جداً، فقد تكون فرصة جيدة لتحقيق توازن بين احتياجات الجميع.
بدلاً من رؤية الوضع كتحدي، يمكنك تبني نهج أكثر شمولية. تشجيع زوجتك على دعم جهود زوجها تجاه بر والديه وكسب مكافأة البر نفسها يوماً ما عندما يكبر الأطفال ويصبحون قادرين على تقديم الرعاية لك أيضاً. خلق بيئة مليئة بالمحبة والتفاهم داخل الأسرة يمكن أن يساعد كثيراً في حل مثل هذه النزاعات الصغيرة.
في النهاية، رغم كون قرار إبقاء الطفل بالقرب من إحدى الجدود قرار صائب بناءً على ظروف محددة، تبقى الاستقلالية المالية والعاطفية التي طلبتها مهمة للغاية أيضا للحفاظ على سلامك النفسي واستقلاليتك كمربية وعائلة. لذا، حاول تحقيق التوازن المناسب لهذه العوامل دون الإضرار بأحد الأطراف الرئيسية المعنية هنا - أي أنت وزوجتك وأطفالك وجدتك العزيزة.
أتمنى لك التوفيق والسعادة والاستقرار في حياتك الأسرية!