أنَّى للمغامسي أن ينشئ مذهبا جديدا وهو لا يعرف أصول المتقدمين في علم الحديث الذين كانت جل عنايتهم بالسند والمتن، وكانت لهم عناية خاصة بنقد المتون وتبيين عللها، وقد ألف الترمذي كتابا كاملا في العلل، ولقصور علم المغامسي بعلم الأوائل قال هذا الكلام . https://t.co/DojXHrBGe0
علم العلل من أدق علوم الحديث، ونظر الأوائل كالقطان وابن مهدي وأحمد وابن معين والبخاري ومسلم قد يكشف لهم متن الحديث عن علة خفية في الإسناد .
وأما كلامه في حديث الآحاد متسق مع التوجه الجديد الذي ترغبه السلطة، وتسقط من خلاله أحاديث الحدود وعلى وجه الخصوص حدي الزنا والخمر، وفي اللقاء رد أحاديث الآحاد بعقله لا بعلم وهدى، ومن أنكر من السنة حديثا استوفى شروط الصحة فقد كفر .
ولو كان خبر الواحد مردودا فعلى أي شيء بعث النبي ﷺ المعلمين من أصحابه فرادى، كما بعث معاذا إلى اليمن وبعث أبا موسى ودحية الكلبي، ولو كان خبر الواحد لا تقوم به حجة لكانت بعثته ﷺ لهم عبثا .
صالح المغامسي الذي لا يميز مناهج المتقدمين من أئمة الحديث وشدة عنايتهم بالمتون ودقة نقدهم وعلم العلل شاهد على ذلك، فليس أهلا لاجتهاد فقهي فضلا على أن يكون قيِّمًا على مذهب جديد .