الإلحاد... وإنسانيته التي سلبتها السماء!

الإلحاد... وإنسانيته التي سلبتها السماء!

الإلحاد... وإنسانيته التي سلبتها السماء!

من أبرز مفاصل النقد التي يوجهها الإلحاد في الغرب -منذ القرون الثلاثة الأخيرة- إلى الدين: تقريره أنَّ الدين يعزل الإنسان عن خير ما فيه، أي عن إنسانيته وما تمثله من فضائل، ونسبت ذلك "الخير" إلى السماء، أي إلى الله متمثلاً في الدين.

فالإلحاد المتأخر يرتكز في "تميزه وتفرده" على جوهريته الفريدة التي تنطلق من الإنسانية كقيمة بحد ذاتها، وتتمثل في استقلال الإنسان، رافضة التقليل من شأن الإنسان وفضائله بإخضاعه للإله أو للدين. فالإلحاد الأخير هو إعلان للإيمان بالإنسان، وكفر بالدين الذي -في نظره- يقلل ويحقر من قيمته.

فهذا الإلحاد في حقيقته -كما ينظر إليه أصحابه- جاء انتصارًا للإنسان وتحريرًا لفكره، لأنَّه أعاد إلى الإنسان قواه وفضائله التي كان الدين يعزوها عبر التاريخ إلى السماء، فالإلحاد "حرر وعي الإنسان" من الخرافة وجعله مركز الوجود وأساسه وهدفه وغايته.

وقد حرص هذا الإلحاد على تعميق وترسيخ هذه المفاهيم التي ترتكز على الإنسان بدل الله، والإنسانية بدل الدين. فالإنسانية هي أعلى قيمة تميز الإنسان، والدين حاول أن يسلب الإنسان فضائله وخلاله وخصاله. ونفخ في هذه مصطلحات لتكون متداولة على ألسن الكافة دون وعي عميق بمدلولاتها.


عبد القدوس بن صالح

9 مدونة المشاركات

التعليقات