- صاحب المنشور: عبد العالي الكتاني
ملخص النقاش:تُعدّ الثورة التكنولوجية الحديثة محوراً رئيسياً يؤثر بشكل كبير على اقتصاديات الدول حول العالم. وفي المنطقة العربية تحديداً, يُبرز دور الذكاء الاصطناعي (AI) والروبوتات كعوامل حاسمة قد تفتح أبواب الفرص الاقتصادية أو تعرقلها بناءً على كيفية استيعاب هذه التقنيات واستخداماتها الفعالة. سنستعرض هنا تأثير هذه التقنيات المتقدمة وكيف يمكن لدول العالم العربي الاستفادة منها لتحقيق نمو مستدام.
منذ ظهور مصطلحات "الاقتصاد الرقمي" و"الثورة الصناعية الرابعة"، أصبح واضحًا أن الأمم التي تتبنى تكنولوجيا AI والروبوتات ستكون أكثر قدرة على المنافسة عالميًا. تُظهر الدراسات أنه بمجرد دمج هذه الأدوات بكفاءة ضمن القطاعات المختلفة مثل التعليم والصحة والمالية، فإن ذلك يتيح زيادة الإنتاجية وتخفيض التكاليف وتحسين الجودة النهائية للمنتجات والخدمات المقدمة للمستهلكين. لكن هذا التحول ليس سهلاً ولا غير مكلف؛ فهنالك حاجة إلى توافر المهارات المناسبة وتوفير بنى تحتية قوية لشبكات الإنترنت والأمان المعلوماتي بالإضافة إلى سياسات داعمة تشجع الابتكار والإبداع.
التحديات والتوقعات
على الرغم من وجود العديد من الحالات الناجحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في دول عربية مثل الإمارات ومصر والسعودية، إلا أنها ليست خالية من تحديات. فقد أدى انتشار تقنية الروبوتات في بعض الأعمال اليدوية إلى فقدان فرص عمل مؤقتة مما خلق مخاوف بشأن البطالة المستقبلية. وقد تحتاج الحكومات أيضًا لتوجيه تركيز أكبر نحو تدريب المواطنين الشباب على مهارات القرن الواحد والعشرين للتكيّف مع سوق العمل الجديد الذي يعتمد بشكل متزايد على البيانات والحوسبة الكمية. ومن جانب آخر، تبدو توقعات النمو الاقتصادي مشجعة حيث تشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة بأن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهم بأكثر من ١٥% في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول العام ٢٠٣٠.
إن مفتاح نجاح أي برنامج للتحول الرقمي يكمن فيما إذا تم تصميمه بطريقة شاملة تأخذ بعين الاعتبار جميع جوانب المجتمع - سواء كانت ثقافية أم اجتماعية أم بيئية.