بعض المواقف الإنسانية البسيطة تستحق أن تظل عالقة في السقف العلوي للذهن وأن تبقى عصية على النسيان ؛ ربما لأنها تلتبس بظرف مكاني أو زماني أو سببي يجعلها في الحقيقة تبدو أكبر مما هي عليه في الواقع الملموس .
ومن تلك المواقف التي مرت ولا أزال أذكرها على مر السنين والأيام : https://t.co/GdkhXitmPR
نادى عليّ معلمي في المدرسة يختبرني في حفظ المقرر من القرآن وأنا طفل في الثاني أو الثالث الابتدائي ، فوقفت بين يديه أنتظر سؤاله إياي ، فإذا به يقول بعد ما تفرس في ملامحي وتوسم شيئا في وجهي :
- أظنك طالبا في التحفيظ؟
- نعم يا أستاذ ..
- لن أختبرك إذاً ، اذهب ، ولك الدرجة الكاملة !
تعرضت لإصابة في قدمي خلال اللعب بالكرة مع زملاء التحفيظ في رحلة ترفيهية خرجناها إلى منى ، وكانت رحلاتنا يومئذ إلى البراري والقفار في المشاعر المقدسة ، وحملوني إلى المستشفى ، فلما قرر الطبيب المعالج إبقائي فيه؛ تقدم إليّ أخي الكبير وطبع على جبيني قبلته التي لم يُمح أثرها حتى الآن!
عدت من سفر طال لأسبوعين مشوقا إلى أم ولدي ، وكانت مثلي مشوقة لا تملك أن تنتظر ، ولكن سيارتي تعطلت ، وسيارة أخيها غائبة ، وبيننا مسافة شوق لا يمكن اختصارها بالسير ، فلما عرف شأننا جار لي يسكن بقربي ؛ أسرع إلينا بسيارته يجمع بيننا في خير ، ويهدينا فوق ذلك كوبين من عصير العرائسي !
شاركت في دورة صيفية لحفظ القرآن في شهرين (زعموا) أقيمت بالدمام ، وأحببت أطفالي من طلاب الدورة وبادلوني بمثل حبي لهم ، واعتدت أن أمنحهم هدايا تحفيزية في نهاية كل يوم ؛ إلا يوما كنت فيه صائما ، فجاءني من طلابي من يحمل إليّ هدية وأنا عطشٌ أترقب الأذان ، وإذا الهدية : آيس كريم مثلج !