- صاحب المنشور: إكرام النجاري
ملخص النقاش:في ظل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم، يظهر دور الدين الإسلامي كمرجع أخلاقي وثقافي مهم. يتناول هذا المقال كيف يساهم الفكر الديني والثقافة الإسلامية في ترسيخ قيم مثل الرحمة، العدل، الصدق، والأمانة بين أفراد المجتمع.
الإسلام يدعو إلى بناء مجتمع قائم على أساس القيم الإنسانية والإنسانية. هذه القيم هي جزء لا يتجزأ من دستور الحياة في الإسلام، والتي تمثل الأساس لحياة صحية ومستدامة. فالعامل الرئيسي الذي يمكن أن يساعدنا في فهم مكانة القيم الأخلاقية في الإسلام هو القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. يعلمنا القرآن بأن الله تعالى أمر بالعدل والإحسان، حيث يقول: "إنما أمرت أن أعبد رب هذا البيت الذي حرّم ..." (القصص:28). كما يشير إلى أهمية الرحمة والخلق الحسن، موضحاً ذلك في قوله تعالى: "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك..." (آل عمران:159).
من جهة أخرى، توضح السنة النبوية كيفية تطبيق هذه القيم عمليا. النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان نموذجا متكاملا للقائد والمعلم الأخلاقي. لقد عاش حياته وفقاً لهذه المبادئ وأظهرها بأفعال وعادات يومية تتضمن الصدق والأمانة والتعاون والتسامح وغيرها الكثير. أحد الأمثلة البارزة لذلك هو قصة سيدنا موسى عندما دخل قرية جوعى فأكل منها بدون علم صاحبها ثم وجد ذهبًا وظن أنه مكافأة له بسبب أكله دون إذن. لكنه رجع للقرية ليرد الذهب لصاحبه الأصلي لأن الأمانة كانت فوق أي شيء آخر بالنسبة إليه. وهذا يدفع المسلمين نحو التقليد الجاد بهذه القيم.
بالإضافة إلى المعاني الروحية للأخلاقيات الإسلامية، فإن هناك تأثير واضح لممارسة هذه القيم على الصحة النفسية والجسدية للمجتمع. الدراسات الحديثة تسلط الضوء على الرابط الوثيق بين الرفاه الاجتماعي والصحة العامة وبين وجود نظام قيمي ثابت داخل المجتمع. بالتالي، يُعتبر تشجيع وتحقيق الأخلاقيات الإسلامية كتطبيق العملي لتلك القيم حجر الزاوية لبناء مجتمع أكثر استقرارًا وصحة.
وفي النهاية، رغم تحديات العصر الحديث وتداخل الثقافات المختلفة، يبقى للإسلام دور محوري في توجيه المسار الأخلاقي للحضارات البشرية عبر التاريخ. إنه ليس مجرد دين مقدس بل أيضاً مصدر إلهام لقوة إيمانية وقيمة اجتماعية تبقى معيارًا ذهبيًا لأفضل طريقة للعيش المشترك.