(حين تبكي العيون بلا دموع فتكتب ألف كلمة)
لم تنتهي رحلة البعثة إلا و يريد الله أن أعيش رحلة من نوع آخر مع (آدم).
شاب في آخر الثلاثين من عمره، أصيب قبل سنوات بمرض التصلب الجانبي الضموري familial ALS فأصبح زائرا دائما في عيادة أمراض العضلات.
(الأسماء غير حقيقة)
في كل زيارة ترافقه أخته (ماري)،
لا تظنها صُحبةً عادية فآدم قد أكل منه المرضُ حتى غدا طريح الفراش لا يقوى على الحركة تماما، تساعده أخته في كل شيء، تقلبه أثناء نومه، تطعمه و تلبسه و تحركه.
أتاني اتصال غريب من طوارئ المستشفى تلك الليلة، المريض آدم هنا ينازع الموت و يصارعه
استغربت فعادة يقوم الزملاء في طب الطوارئ بمعالجة مثل هذه المواقف.. استفسرت ليأتيني الرد: آدم يصر على وجود أحد من فريق طب أمراض العضلات!!
ركبت سيارتي و انطلقت و أنا أفكر ماذا يريد آدم؟
وصلت لأجده بالكاد يتنفس و أخته تبكي بجانبه، أفرده قسم الطوارئ في غرفة معزولة يعمها سكون غريب
تعتذر ماري و دموعها تسابقها.. دكتور آدم يريد أن يشكر قسمكم على كل ما قدمتموه و يرغب بالتبرع بعضلاته أو أعصابه ليفيد في الوصول إلى علاج لمرضه.
خاطبت الجهة المختصة و جلست أواسي ماري ولم تمض ساعتان إلا و ترتفع روحه و يهمد جسده و يتوقف تنفسه...
قشعريرة غريبة و شعور مخيف
كنت أرى عينيه تتقلب بيني و بين أخته.. لم يكن يستطيع الكلام إلا أن عينيه اليائستين تقول:
علمني (المرض) كيف تموت (الدَّمْعَةُ) فِي الأحداق.
علمني (المرض) كيف يموت (القلب) وتنتحر الأَشواق.
المشهد:
أخت متفانية ، تبكي كأنها أمه الثانية و شاب ضعيف متهالك مات و لما يشبع من حياته..