تأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية: دراسة متعمقة حول الإدمان الرقمي والقلق الاجتماعي

في عصرنا الحالي، باتت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. من الشبكات الاجتماعية إلى الألعاب الإلكترونية، أصبح العالم الرقمي ملاذًا لكثيرين ل

  • صاحب المنشور: أسيل الرفاعي

    ملخص النقاش:
    في عصرنا الحالي، باتت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. من الشبكات الاجتماعية إلى الألعاب الإلكترونية، أصبح العالم الرقمي ملاذًا لكثيرين للهروب الواقع أو الاسترخاء. إلا أن هذه المزايا قد تحمل بين طياتها مخاطر غير مرئية يمكن أن تؤثر سلباً على الصحة النفسية للأفراد. يشهد هذا المقال تحليلاً عميقاً لتأثيرات الإدمان الرقمي والقلق الاجتماعي الناجم عنهما.

**الإدمان الرقمي وأثره على الصحة النفسية**

يمكن تعريف الإدمان الرقمي بأنه حالة يتم فيها استخدام التقنيات الرقمية بطريقة تسبب مشاكل كبيرة في حياة الفرد الشخصية والعائلية والعملية. يبدأ الأمر غالباً كوسيلة للترفيه والاسترخاء ولكن سرعان ما يصبح إدماناً عندما يؤدي لاستخدام مستمر ومتكرر لهذه الأدوات حتى وإن كانت تعوق الحياة الحقيقية للإنسان وتؤثر عليه بالسلب.

الأبحاث الحديثة تشير إلى وجود علاقة قوية بين الإدمان الرقمي والأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم وتراجع الذاكرة. حيث وجدت دراسة نشرت عام 2019 في مجلة "Cyberpsychology, Behavior, and Social Networking" أن الأشخاص الذين لديهم مستوى عالٍ من الاعتماد على الإنترنت كانوا أكثر عرضة بنسبة 87% للإصابة بالاكتئاب مقارنة بأولئك الذين يستخدمونه بمستويات معتدلة. بالإضافة لذلك، فإن انخفاض الوقت الذي يقضيه الشخص بعيداً عن الشاشة مرتبط بتزايد خطر ظهور أعراض القلق لدى بعض المستخدمين.

بالإضافة لأثار صحته العقلية، يمكن للإدمان الرقمي أيضاً التأثير سلبيًاعلى العلاقات الإنسانية وقدرات التعامل مع المواقف الصعبة خارج نطاق الشاشات. فعلى سبيل المثال، فقدان المهارات التواصلية بسبب التركيز الزائد على الرسائل النصية عوضا عن المحادثات وجهًا لوجه وهو أمر شائع جدًا خاصة بين الشباب. كما أنه يساهم في عزلة اجتماعية مما يعزز الشعور بالعزلة وفقدان الدافع للحياة.

**التكنولوجيا والقلق الاجتماعي**

مع تطور وسائل الاتصال عبر الانترنت، أصبح البعض يأخذ راحتَه عند التفاعل افتراضياً بينما يشعر بعدم الراحة والتردد أثناء مقابلاته الشخصية حقيقية بيئة حقيقية . وهذا النوع الجديد من الخوف يُطلق عليه اسم "الرهاب الوظيفي". إنه شعور بالتوتر والخوف الذاتي المصاحب للتفاعلات الاجتماعية التي تحدث بالفعل وليس تلك التي تتم افتراضيًا عبر الوسائط الرقمية المختلفة.

وقد توصل بحث آخر نشر في المجلة البريطانية لعلم النفس عام ٢٠١٧ بأن هناك ارتباط واضح بين ساعات مشاهدة الفيديوهات والمحتوى المرتبط بالتواصل الاجتماعي وقضايا التوتر العام والقلق النفسي والفصام لدى الأفراد ذوي الطبيعة الحساسة سابقاً لهذا المحتوى وما يحملنه له من سمات شخصية سلبية قابله للاستفحال نحو الأس


إلياس التازي

10 مدونة المشاركات

التعليقات