في الإسلام، طاعة الوالدين واجبة، وعصيانهما هو عقوق وكبيرة من الكبائر. لكن طاعتهما إنما تجب في غير المعصية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق". لذلك، يجب عليك طاعة والديك في الأمور التي لا تضر بدينك ولا تتعارض مع تعاليم الإسلام.
في حالتك، حيث يطلب منك والدك الجلوس مع أقاربك الذين يتحدثون في الدين بجهل، يجب عليك أن تزن بين مصلحتين: بر الوالدين وسلامة دينك. إذا كنت قادراً على مناقشة شبهاتهم وتوضيح الحق لهم، فلا بأس من الجلوس معهم. ولكن إذا كنت تعجز عن ذلك أو تخشى أن يؤثر ذلك على إيمانك، فالأفضل أن تترك المجلس.
في هذه الحالة، يمكنك حضور المجلس وتقديم التحية لأقاربك، ولكن إذا سمعت منكرات أو محرمات، فواجب عليك أن تنصحهم بالحسنى. إذا استمر المنكر ولم يبالوا بنصحك، فالأفضل أن تترك المجلس وتعتذر بأدب. قال الله تعالى: "وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسيك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين".
في النهاية، يجب عليك أن تحاول الجمع بين المصالح كلها: صلة الرحم، وإرضاء والديك، والأهم من ذلك كله: عدم الوقوع فيما حرم الله تعالى.