#سفينة_التاريخ
المهرة من أحب بلاد اليمن إليّ؛ لرقة قلوب أهلها ولطفهم وجميل أخلاقهم.. زرتها أكثر من مرة ولي فيها ذكريات حسنة وأخرى لطيفة..
نِسْبتها بإجماع المؤرخين إلى مهرة بن حيدان من سلالة قضاعة..
منها ستة من الصحابة رضي الله عنهم، على خلاف في صحبة أحدهم..
تتكون هاذه المحافظة من ست مدن ساحلية، ومثلها صحراوية..
ولغتهم حميرية قديمة لا تكاد تفهم..
وهم يتحدثون بها فيما بينهم بطلاقة، ويتحدثون مع الوافد بلغة عربية على لكنة فيها..
أما أهل الصحراء فالسواد الأعظم منهم لا يفهمون من العربية شيء..
ولذلك يصعب على الدعاة الوصول إليهم؛ لأنهم لا
يكادون يفقهون قولا، وفيهم جهل مطبق..
قيل لأحدهم: هل تقرأ الفاتحة لنصلح الخطأ؟ فقال: وما الفاتحة؟ قيل: التي يقرأ بها في الصلاة! فقال: أنا لا أعرف إلا قل هو الله أحد!قيل له: اقرأها لنصلح الخطأ! فقرأ:
(قل هو الله أحد. الله ما يكلف أحد!)
والمرأة عندهم تصلي وهي حائض!
فوا أسفاه!!!
وعليه فالمسؤلية على الدعاة في المدن الساحلية عظيمة إذْ هم الأقدر على لغة الخطاب مع إخوانهم في الصحراء..
أما الدعاة من غيرهم فلا يفهم ولا يُفهِم!!
لم أجد في رحلتي وبعد سؤالي لبعض أفاضلها إلا ثلاث كلمات مهرية معروفة في اللغة العربية:
قنديل: مصباح.
شفريت: الشفرة، السكين.
غدو: للمشي باكرا.
وأخبروني أن جامعة غربية بعثت أستاذ لغات، ليكشف عروق لغة اها المهرة فظل فيهم بضعة أشهر ولما رجع اجتمع أساتذة الجامعة ليسمعوا منه تقريره!