صبيحة اليوم الاسود
استيقظت فجأة في صباح الاثنين 14 تموز 1958 الباكر على سماع دوي متقطع شبيه بأصوات اطلاقات تأتي من مكان ليس ببعيد عنا وبين لحظات خفوتها العابر تأملت برهة لأتاكد من حقيقتها ومصدرها وما ان عاد الرمي حتى ايقظت زوجي بفزع ملحوظ وسألته : "اتسمع ماهذا "؟ فأجابني https://t.co/39ijKECRrW
الغافي النعسان بأطمئنان ولا مبالاة : " لاشيء اظن انه " صادق " يطرق الباب جاء يوقظنا للفطور "!
لم اقتنع برد الشريف حسين كلياً اذ بقي الشك يساورني ولذا ظللت متيقظة ولم تسلم عيناي للنوم طار النعاس من رأسي وتحفز جسدي للوثوب والحركة واذ بالضرب يزداد واصوات الاطلاقات تتوالى وتتعالى .
وثبتُ من مخدعي وسحبت ستائر غرفة نومي المطلة على الشارع الرئيس ورحت اتأمل واتتبع عبر النوافذ مصادر الاصوات والنيران واذا بها تأتينا من جهة قصر الرحاب كان بأستطاعتي ان ارى القصر عن بعد من بيتي وان ارمق نهر دجلة وجسر الخر الذي عليه ولكنني لا استطيع ان اتيقن مما يجري هناك .....
قمنا من الفراش ولم نعرف ماذا نعمل للوهلة الاولى تداولنا بالأمر انا والشريف قليلاً وطال صمتنا لأننا لم نكن ندري ماذا يجري هناك بالضبط لقد كان حوارنا مجرد تخمينات اتصلت بقصر الرحاب هاتفياً واذا بالخط مشغول والرمي يتكاثف والاصوات ترتفع ومعهما يزداد قلقي وترتفع درجة الحرارة في جسمي
كانت الساعة المعلقة في منزلي تشير الى مابين الساعة " 5,45-6,00” صباحاً عاودت الاتصال هاتفياً بالقصر مرة اخرى واستطعت التحدث مع مسؤول البدالة فيه فأوصلني بوالدتي امسكت الملكة نفيسة السماعة في يدها وما ان سمعت صوتي حتى تكسرت الحسرات في صدرها ،واختنقت بعبرتها، وهدرت الاهات