• صاحب المنشور: أسعد التونسي
  
  ملخص النقاش:
  في عالم الشركات الحديثة حيث يزداد الضغط لتحقيق الأهداف قصيرة المدى والنمو المستمر، بدأ نقاش عميق حول كيفية الحفاظ على توازن صحي بين متطلبات الإنتاجية ومتطلبات الابتكار والإبداع. هذا التناغم ضروري لتعزيز بيئة عمل محفزة ومثمرة للجميع.

الإنتاجية غالباً ما ترتبط بالعمل الجاد والمستمر تجاه تحقيق الأهداف الفعلية للشركة. إنها تتضمن التعامل مع المهام اليومية والكفاءة في تنفيذها. لكنها قد تأتي على حساب الوقت الذي يمكن استثماره في الأفكار الجديدة والمشاريع التجريبية التي تشكل أساساً للإبداع والتطوير طويل الأمد.

من ناحية أخرى، يعد الإبداع قوة حاسمة للمؤسسات الراغبة في البقاء تنافسية وبناء مستقبل مستدام. عندما يشعر العمال بحرية تقديم أفكارهم وتجربة طرق جديدة لحل المشاكل، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى زيادة الدافعية وتحسين جودة العمل العام. إلا أن التركيز المفرط على هذه العملية قد يتسبب في التأخير أو عدم اكتمال بعض المهام ذات الأولوية القصوى.

التحديات الرئيسية:

• ضغط الوقت: مع وجود الكثير مما ينبغي القيام به ضمن جدول زمني محدود، يمكن أن تصبح إدارة وقت العمال لتلبية كلا الجانبين تحدياً.
• الثقافة المؤسسية: إذا كانت الثقافة داخل الشركة تعزز الانتاجية ولكنها تقلل من قيمة الإبداع، فقد يعاني فريق العمل من انعدام التحفيز لإطلاق العنان لأفكارهما.
• القرارات الاستراتيجية: هل يتم تحديد الاحتياجات الأكثر أهمية بناءً على مؤشرات أداء محددة أم اعتمادًا على الرؤية الطموحة طويلة المدى؟

الحلول المقترحة:

1. تشجيع البيئات المفتوحة للتواصل: خلق فضاءات مفتوحة ومشجعة للنقاش الحر تبادل الآراء والفكر الجديد.

2. إعطاء فرص للراحة والإبتكار: إنشاء أيام "آمنة" حيث يمكن للعاملين التفكير خارج الصندوق بأمان دون ضغط لإكمال الأعمال الروتينية.

3. التقييم المتوازن للأداء: النظر في مقاييس غير التقليدية مثل عدد طلبات براءة الاختراع الناجحة بالإضافة إلى معدلات إنتاج المهنيين عند تقرير أجور المكافآت السنوية.

إن الجمع الأمثل بين الإنتاجية والإبداع ليس بالأمر السهل ولكنه أمر حيوي للسعادة الشخصية واحتراف الوظيفي واستمرار نجاح أي منظمة مهما كان حجمها.