حقوق المرأة المطلقة: النفقة والسكن والحضانة والتزامات الزوج تجاه الأطفال

التعليقات · 0 مشاهدات

تواجه العديد من النساء المطلقة تحديات في التعامل مع حقوقهن القانونية والدينية بعد الطلاق. وفقًا للشريعة الإسلامية، هناك عدة جوانب يجب مراعاتها فيما يت

تواجه العديد من النساء المطلقة تحديات في التعامل مع حقوقهن القانونية والدينية بعد الطلاق. وفقًا للشريعة الإسلامية، هناك عدة جوانب يجب مراعاتها فيما يتعلق بالنفقة والسكن والحضانة والتزامات الزوج تجاه الأطفال.

1. **المطلقة طلاقًا بائنًا**: تُحرّم النفقة والسكن على المطلقة طلاقًا بائنًا، باستثناء حالة كونها حاملًا. هذا مستند لحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي روته فاطمة بنت قيس (رواه مسلم).

2. **متعة المطلقة**: تستوجب الممتعة للمطلقة فقط إذا طلقت قبل الدخول أو بدون تحديد مهر بعقد الزواج، وذلك ضمن حدود قدرتها المالية بناءً على آية القرآن الكريم "وما ملكت أيمانكم مما فضلتم به...". أما لو حدث الطلاق بعد الدخول، فتعتبر المتعة مستحبة وليست واجبة بموجب رأي الجمهور من الفقهاء. ومع ذلك، يحظى تقديم المتعة بشمول كبير حيث إنه سبيل للتراضي بينهما.

3. **النفقة خلال فترة العدة**: عندما تطلق زوجة زوجها طلقة واحدة أو اثنتين ثم تنتهي عدتها بلا رجوع منها منه، فهي مؤهلة لنفقتها أثناء هذه الفترة. ولكن، إن حصل الانفضاض الكلي عبر الثالثة مثلاً، حينئذ يخلو الأمر من الحق في كلتا حالتي النفق والسكن بحسب الحديث السابق الذكر لفاطمة بنت قيس.

4. **مسؤوليات الأب نحو المحضونة**: يقع على الآباء عبء تأمين مكان تأوي إليها أبناءهما المعروضون لحضانتهم. وقد يشترك هنا طرفان، سواء كان الأم نفسها المحتاجة للسكن بسبب حاجتها لرعاية الطفل أم أحد الأشخاص الآخرين الذين يمكن الاعتماد عليهم لتقديم الرعاية والمساعدة المناسبة للأطفال المقيمين تحت ظلها.

5. **الأجر مقابل حضانة الأطفال**: يسمح فقهاء الحنابلة بأن تحصل الحاضنة لأطفالها على أجرهن مقابلة خدماتها بغض النظر عن تواجد موفر آخر مجاني لهم. وعلى الجانب المقابل، ينفي المالكيون وجود أجر نظير الحضانة بينما تتعدد وجهات نظر الأحناف والشافعية حول الموضوع نفسه بشكل أكبر قليلاً. وحتى وإن لم تكن وسائل الراحة ضرورية للغاية بالنسبة للاحتياجات اليومية كالطعام والدواء وغير ذلك الكثير والتي تعد جزء أساسي من مصاريف المنزل الأساسية، تبقى مسؤولية أخيرة تقع فوق كتفي الرجل المؤتمن على التزويد بها عقب حساباته الخاصة بطريقته الأنسب لاستخدام الأموال المصروفة لصالح تلك الاحتياجات الضرورية الأخرى أيضاً بما فيها تكلفة تصليحات المعدات الشخصية المستخدمة داخل البيوت المختلفة لكل فرد منهم أيضًا!

وفي النهاية، يبقى هدف الإسلام تحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية وغرس الرحمة والمودة كأساس لعلاقات الناس الواحدة بالأخرى خاصة فيما يتمتع بإنسانية عالية كهذه العلاقات المرتبطة بوجود علاقة نسب وطهر مقدسة وهي تلك الصلة الجنينية الوثيقة ارتباطاتها بالعائلة الصغيرة المسؤولة عنها -أي الدين- والذي يعمل بكل سعيه لإعطائهم حقهم الإنساني المشروع لديهم وحفظ كرامتهم أمام مجتمعاتهم وعائلاتهم.

التعليقات