- صاحب المنشور: نوح بن تاشفين
ملخص النقاش:يشكل الذكاء الاصطناعي والبيئة مجالين متباينين ظاهريا، حيث يرتبط الأول غالبًا بالتكنولوجيا والثورة الرقمية بينما يتم ربط الثاني بالنقاش حول البيئة والصحة العالمية. ومع ذلك، فإن العلاقة بينهما أكثر تعقيداً مما تبدو عليه للوهلة الأولى.
دور الذكاء الاصطناعي في مكافحة تغير المناخ
يمكن استخدام التقنيات المستندة إلى الذكاء الاصطناعي لدعم جهود الحد من تأثير الإنسان على الكوكب. هذه الطرق تتضمن مراقبة ومراقبة الجودة الهوائية والمياه، تحسين كفاءة الطاقة، وتوقعات الأرصاد الجوية الدقيقة التي يمكنها المساعدة في التخطيط والاستعداد للأحداث الجوية القاسية مثل الأعاصير والجفاف.
على سبيل المثال، يمكن لأجهزة استشعار الذكاء الاصطناعي تحديد انبعاثات الغازات الدفيئة بفعالية أكبر بكثير من الأساليب الحالية. كما تُستخدم نماذج التعلم الآلي لتوقع وتحليل البيانات المتعلقة بالموارد الطبيعية، مثل الرمال والأخشاب والبترول، والتي تعتبر ذات أهمية كبيرة للتغيرات المناخية. بالإضافة إلى ذلك، تعمل محركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي على توفير معلومات دقيقة ومتكاملة للمستخدمين حول الاستدامة وأفضل الممارسات الخضراء.
التحديات والأثر البيئي لتنمية الذكاء الاصطناعي
من الجانب الآخر، هناك مخاطر بيئية مرتبطة بتنمية الذكاء الاصطناعي أيضًا. عملية إنتاج الشرائح الإلكترونية، المعروفة باسم "البيتكوين"، تتطلب كميات هائلة من الكهرباء، مما يساهم بازدياد الاحتباس الحراري. كذلك، قد تؤدي زيادة الاعتماد على السيارات الذاتية التحكم، مدفوعة بتقنية الذكاء الاصطناعي، إلى زيادة حركة المرور وبالتالي انبعاث المزيد من الغازات الضارة.
بالإضافة لذلك، يستلزم تطوير الذكاء الاصطناعي قدر كبير من بيانات التدريب التي تحتاج الى تخزين رقمي. هذا التخزين الرقمي نفسه له فواتيره الخاصة فيما يتعلق باستهلاك الطاقة واستخراج المواد الخام الضارة بالأرض.
لكن رغم كل هذه التحديات، يبدو أن الفرصة أمامنا للاستفادة القصوى من تقنيات الذكاء الاصطناعي لموازنة آثارها البيئية موجودة بالفعل. إنها مسألة كيفية توجيه تلك التقنيات نحو الحلول وليس المشاكل.