على الرغم من جمال وروعة القصص الشفهية التي تحكي عن أعمال الملائكة وسيدنا جبريل عليه السلام، إلا أنه يجب علينا كمسلمين أن نتعامل بحذر شديد مع هذه الروايات. الإسلام يدعونا للتثبت والتأكد من صحة المعلومات قبل قبولها ونقلها. ذكر أحد أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء كذباً أن يُحدِّث بكل ما سمع." وهذا يعني أنه يكفي أن يكذب المرء عندما يحدث بكافة ما يسمعه بغض النظر عن صدقه وعدالته. لذلك، قد تكون العديد من القصص حول الملائكة مجرد افتراءات وكلام ليس له مصدر ثابت.
بالنسبة للقصة المشار إليها حول سيدنا جبريل وموضوع لبن الأمومة، فهي ليست معروفة في النصوص الدينية المعتمدة لدى المسلمين. وفقاً للشريعة الإسلامية، الملك الذي مكلف بقبض الأرواح هو ملك الموت - وليس سيدنا جبريل عليه السلام - ومهمته تتم بإرادة الله ودون أي تعديل أو تأجيل. الله سبحانه وتعالى هو الأكثر رحمة بنا وأرحم بمخلوقاته من أي مخلوق آخر. وبالتالي، الفكرة بأن ملك الموت يتوقف بسبب رضاعة الطفل هي فكرة تتناقض مع طبيعة علاقتنا برب العباد وخالق البشر.
ومن الجدير بالإشارة أيضاً أن الملائكة عموماً، بما في ذلك سيدنا جبريل عليه السلام، يعملون حسب تعليمات الله بدون مقاومة أو تأجيل. فهم يخضعون لأوامر الخالق المطلق ويقدمون واجباتهم بدقة متناهية. لذلك، كل حديث يخرج عن هذا الإطار يحتاج إلى تدقيق وتحقيق لتحديد مدى مطابقته للمعتقد الإسلامي الصحيح.
في النهاية، الدعوة هنا هي للاستمرار في إيماننا بالملائكة والثبات عليها بناءً على ما ورد في الكتاب والسنة فقط، وليس توسيع دائرة معرفتنا للغيب بشكل عشوائي عبر سرد القصص الشعبية التي قد تحتوي على معلومات خاطئة ومضللة.