الغيمة التي قَرَّرَت مصير مدينتين وحياة مئات الآلف من النَّاس!
في هذه الحياة، لا يُمكن أن تتخيَّل أو تتوقَّع أنَّ صغائر الأمور في حياتك، والعابرة التي قد لا تكترث لها، يُمكن أن تُقَرِّرَ مصير مسائل حياتك الكبرى، بل يُمكن أن تُقَرِّرَ وجودك نفسه!
وفي حياتنا نُرَكِّز دومًا على كبائر الأمور وننسى صغائرها، وهذا تفكير متوقع ومبرر، لكن يغيب عن تفكيرنا أنَّ مجريات حياة الإنسان بل التاريخ قد تغيرها أمور صغيرة جدًا، والله سبحانه يقدر جميع الأشياء، ويجعل لها أسبابها ودوافعها، فتُساق كبار الأسباب بصغارها، وكأنَّها أحجار الدومينو.
في حربها مع اليابان، قَرَّرَت الولايات المتحدة الأمريكيَّة إلقاء القنبلة النوويَّة على بعض مدنها، وكان يوم الثالث من شهر أغسطس لعام 1945م هو اليوم الذي تم البحث فيه عن الوقت المناسب لتنفيذ هذه المهمة التاريخيَّة الخطيرة.
وتم تحديد أربع مدن على التوالي لاختيار مدينتين منها: أما كوكورا، أو نيغاتا، أو هيروشيما، أو ناغازاكي. وفي الساعة 6:10 صباحًا، أقلعت أربع طائرات استطلاع ورصد لمراقبة الأرصاد الجويَّة التابعة للقوات الجوية الأمريكية لتحديد الهدفين بين تلك المدن الأربع.
جاءت التقارير في الساعة 7:00 صباحًا أنَّ مدينة كوكورا تغطيها السحب بكثاقة، وكذلك الحال مع مدينة نيغاتا التي جاء التقرير ليؤكد أن الغيوم تعلو المدينة وتغطي معظمها.