- صاحب المنشور: نذير الزاكي
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهد العالم تحولاً ملحوظاً نحو استخدام مصادر الطاقة المتجددة. هذا التحول مدفوع بتزايد الاهتمام البيئي العالمي والتزام العديد من الدول بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة لمواجهة تغير المناخ. لكن رغم الفوائد الكبيرة لهذه الطاقة، تواجه تقنيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتكنولوجيات تخزين البطاريات عدة تحديات كبيرة.
التحدي الأول: التكلفة والإنشاء
إن بناء محطات طاقة شمسية أو رياح ليس بالأمر الرخيص. تكاليف الإنشاء والبنية الأساسية ضرورية ولكنها غالباً ما تكون مرتفعة. بالإضافة إلى ذلك، تتطلب هذه المشاريع الكثير من المواد الخام والموارد الطبيعية التي قد تؤدي إلى تدمير الأراضي الحساسة بيئيا أثناء التنقيب والاستخراج.
بالإضافة لهذا، فإن العمر التشغيلي لتوربينات الرياح والألواح الشمسية محدود نسبياً مقارنة بالمحطات التقليدية للوقود الأحفوري. مما يعني أنه سيكون هناك حاجة مستمرة لإعادة الاستثمار في العقود القادمة للحفاظ على إنتاج كهربائي ثابت.
الفرصة الأولى: الابتكار والتطور التقني
رغم التكاليف المرتفعة حاليًا، إلا أن تكنولوجيا الطاقة المتجددة تشهد تقدمًا كبيرًا. باتت الألواح الشمسية أكثر كفاءة وأقل غلاء كل عام بينما تستقر أسعار توربينات الرياح عند مستوى معقول نسبيًا. كذلك، يظهر البحث العلمي حلاً محتمل لأزمة تخزين الكهرباء وهو تطوير بطاريات ذات عمر افتراضي أكبر بكثير وبأسعار تنافسية أفضل لكل كيلو وات ساعة يتم تخزينه.
هذه الزيادة في الكفاءة والجودة يمكن أن تساعد في جعل الطاقة المتجددة خيارا اقتصاديا جديا للمستهلكين والشركات الحكومية على حد سواء.
التحدي الثاني: الشبكة وعدم الانتظام
الطاقة المتجددة مثل تلك المنتجة من الشمس او الرياح غير منتظمة؛ فهي تعتمد على الظروف الجوية والتي يصعب التنبؤ بها تمامًا حتى باستخدام الخوارزميات الأكثر تعقيدا للتوقع العددى. وهذا يحمل تهديداً لشبكات نقل الكهرباء إذ تحتاج دائماً لان يكون لديها قدرة زائدة لاستيعاب أي فجوة ناتجة عن عدم انتظام تدفق الكهرباء عبر شبكتها.
كما يعاني بعض المناطق أيضًا بسبب نقص البنية التحتية اللازمة لنقل واستقبال الكميات الهائلة من الكهرباء المنتجة بواسطة مشروعات الطاقة الضخمة خارج المدن الرئيسية حيث يقع معظم الطلب.
