بيع الذهب: متى وكيف يمكن القيام به شرعاً؟

التعليقات · 2 مشاهدات

إذا كنت تفكر في بيع الذهب، سواء كان ذهبًا خامًا أو مصاغًا، أو حتى مقابل نقود ورقية، فيجب عليك مراعاة عدة نقاط هامة وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية. أول

إذا كنت تفكر في بيع الذهب، سواء كان ذهبًا خامًا أو مصاغًا، أو حتى مقابل نقود ورقية، فيجب عليك مراعاة عدة نقاط هامة وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية. أولاً، يشترط في عقد بيع الذهب أن يتم تبادل العوضين (الذهب والنقود) "يدا بيد"، أي في نفس الوقت وفي نفس المكان. هذا يعني أنه لا يُسمح بشراء الذهب باستخدام النقود الورقية عبر الهاتف أو عبر الإنترنت بدون تسليم النقود بشكل فعلي أثناء عملية الشراء.

وفقًا للأحاديث النبوية والشروط القرآنية، تعتبر المعاملات التجارية مثل بيع الذهب بالذهب أو الفضة بالفضة أو الاثنين معًا نوعاً خاصّاً يحتاج إلى مواصفات خاصة لتحقيق العدالة وتجنب الوقوع في حرام الربا. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "الذهب بالذهب والمعدن بالمعدن مثلاً بمثل". وهذا يشمل عدم قبول اختلاف النوع والقيمة خلال العملية التجارية نفسها إلا عندما يحدث التسليم الفعلي للعناصر المتبادلة.

ويوضح عمر بن الخطاب رضوان الله عليه أهمية التقابل الفوري في حديث آخر: "الأوراق بالنقد ربا... إلّا اليد باليد." ويعني هذا أن القبول فقط بتبادل النقود الورقية مقابل الذهب ضمن جلسة واحدة، بالتزامن مع استلام كل طرف لعوضيته الخاصة. أي تأجيل للتسليم يعتبر مخالفاً لهذه الضوابط الشرعية.

ومن المهم التنويه إلى رأي مجمع الفقه الإسلامي الذي اعتبر العملات الورقية كمرادفات للعملات المعدنية كالذهب والفضة بالنسبة لقواعد التعامل التجاري والاستثماري، بما فيها موضوع الربا والزكاة وأشكال أخرى من العمليات المالية. لذلك، يعد بيع الذهب مقابل النقود الورقية جائزا بشرط الحصول على المقابل المالي فورياً وحضور جميع أطراف الصفقة شخصيا.

وفي النهاية، يجب التأكيد بأن الانقطاعات الزمنية أو الاختلافات الكبيرة في الكميات المطروحة للبيع قد تؤدي للسقوط تحت مظلة تعريف "ربا". لذا ينصح دائماً باستشارة خبراء الدين للحصول على توجيه دقيق حول كيفية تنفيذ عقودكم بشكل مطابق للقيم الروحية والثقافية المرتبطة بها.

التعليقات