مصر و تركيا..دروب الاذى وطريق المصالح تركيا الخلافة وتركيا الواقع.. ..في معرض رؤيته عن صراع الحضارا

مصر و تركيا..دروب الاذى وطريق المصالح -تركيا الخلافة وتركيا الواقع.. ..في معرض رؤيته عن صراع الحضارات كانت نصيحة صامويل هنتنجتون لتركيا ان تبحث عن ذات

مصر و تركيا..دروب الاذى وطريق المصالح

-تركيا الخلافة وتركيا الواقع..

..في معرض رؤيته عن صراع الحضارات كانت نصيحة صامويل هنتنجتون لتركيا ان تبحث عن ذاتها في محيطها الثقافي ومناطق نفوذها القديم يقول"إذا تخلّت تركيا عن العلمانية كشيء غريب عن وجودها، وتركت تسوّل عضوية الاتحاد الأوروبي،وظهرت كمتحدث باسم الإسلام

ساعتها سترقى بنفسها وتقود الأمة الإسلامية"

يبدو ان النصيحة دي لاقت قبول عند النخبة السياسية التركية رغم وجود مقاومة من التيار القومي العلماني ،الظهور ده بدأ بنجاح نجم الدين اربكان مؤسس حزب الرفاة الاسلامي واستاذ اردوغان في تحقيق نتائج ممتازة في انتخابات ١٩٩٥

هنا بدأت نصيحة "هنتنجتون" تدخل حيز التطبيق من خلال تسويق اردوغان كنموذج للاسلامي المعتدل المنفتح المؤمن بقضايا عالمه الاسلامي، كان هذا التحول التركي احد اشارات خطط تغيير الشرق الأوسط، مشروع للتغيير واعادة هندسة المنطقة مبني على الفوضى ومرتكز على جماعات الاسلام السياسي في تفكيك المنطقة..

التقطت تركيا اردوغان اشارة التغيير و رأت فيها طريق لتطبيق نصيحة "هنتنجتون" بالتمدد داخل الفضاء العربي واستغلال ثرواته و موقعه الاستراتيجي واعتمدت في حركتها على مقاط ارتكاز اساسية، اولها تجربة حكم بدت لأول وهلة نموذج للحكم الرشيد اللي بيجمع ما بين الاسلام المعتدل و النجاح الاقتصادي، و ثانيها الاخوان المسلمين بعد ان منحها الربيع العربي شرعية وجود، وتحولت لممثل للخلافة التركية في الوطن العربي.

-الصدام مع مصر وسقوط مشروع الخلافة..

لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي تركيا..تدخلت مصر في اخر مراحل مشروع تغيير الشرق الاوسط وضربت قلب استراتيجية الاتراك في التمدد بعد ان اسقطت مشروع الاخوان في القاهرة..قلب العالم العربي.

كانت ضربة مصر للمشروع التركي اعلان حرب بين الدولتين استخدم فيها كل طرف امكانياته في تحجيم ومحاصرة الاخر..من غاز المتوسط للقرن الافريقي ومن ليبيا لسوريا وفي القلب قضية فلسطين..

تركيا خسرت مشروعها الاقليمي بعد سقوط الاخوان المسلمين وانكشاف اطماعها في المنطقة وتحولت الى عبئ استراتيجي على الجميع فلا هي كسبت تمدد اقليمي في المحيط العربي و لا استطاعت تبني خطاب اوروبا الامني والجيوساسي فسقطت بوصلتها في حقل مغناطسي و لم تنل رضا الغرب و لا قبول الشرق..

-اشارات على طريق التحالف

استمر نهج الأذى بين الدولتين حتى تحول الصدام بينهم لحالة عبثية تخدم اطراف اخرى فكان لابد من لحظة توقف وتبين..

-من التحالف للاستبدال!

قبل حرب غزة حاول البعض اعادة هندسة موازين القوة في المنطقة، موازين شبه مستقرة من بعد نهاية الحرب العالمية التانية اللي فضلت فيها معادلات القوة في الشرق الاوسط متوزعه بنسب متفاوتة بين قوى العالم القديم ممثله في مصر/تركيا/ايران و قوى ناشئة اتشكلت بفعل البترول في الخليج او بالميلاد القسري زي اسرائيل،طول الوقت كان فيه صراع على مركز الثقل الاقليمي

اللي كان دايما معتمد على تحالف ما بين واحدة من قوى الاقليم القديمة واخرى من قوى الاقليم الناشئة،

قوى الاقليم القديمة ( مصر تركيا ايران)كان عندها ميزات نسبية من حيث ميزان القوة العسكرية ،تراكم المعرفة والميراث الحضاري وعدد السكان والتنوع الثقافي اللي كان دايما بيخليها طرف في اي معادلة في الاقليم.

في الوقت اللي كانت فيه القوى الناشئة بتحجز لها مكان في المعادلات دي عن طريق التأثير بالمال..

لكن يبدو ان كان فيه قرار ما بضرب مراكز التقل التلاتة القديمة في المنطقة-رغم الاختلافات اللي بينهم- لصالح القوى الناشئة، اللي عندها كامل القناعة واليقين دلوقتي انها وحدها اللي لها الحق صياغة معادلات المنطقة وانها دلوقتي تملك المال والمعرفة والبنية التحتية اللي تخليها تقطع او تحجم او تحيّد علاقاتها ببلدان الاقليم القديمة.ده يفسر بشكل او بأخر تحول السياسيات في الفترة الاخيرة في كتير من توجهات القوى الناشئة والهجوم الغير مبرر احيانا ومحاولة خلق صراع وهمي عن طريق اللجان الالكترونية.

2-

حرب غزة وتحولات المنطقة:

رغم قسوة الحرب في غزة الا انها انتجت واقع جديد في المنطقة واظهرت من يملك التأثير الحقيقي بفضل القوة المُركّبة الحقيقة..قوة البشر والسلاح في حماية الجغرافيا والتاريخ..القدرة على المناورة واستيعاب الضربات والتحول من الدفاع للهجوم..و توارت في الخلفية قوى حاولت فرض ارادتها ورؤيتها عن طريق التأثير بالمال او بالدعاية او بالدخول في تحالفات مشبوهة لاعادة هندسة المنطقة ..هذا الواقع الجديد فرض على مصر وتركيا كأهم قوتين اقليميتين بالمفهوم المركب للقوة اعادة النظر في شكل العلاقات الثنائية ومستقبلها وافق التعاون والاستفادة من درس الربيع العربي وحرب غزة و وهم الاستبدال..

تقارب في ملفات اقتصادية ودفاعية و تحرك لمحاولة توحيد الاهداف الجيوسياسية للدولتين بشكل يحقق الاستفادة التي فشل الصدام في تحقيقها..


الجبلي اليعقوبي

6 مدونة المشاركات

التعليقات