يتساءل كثيرٌ من الناسِ عن علاجِ نقصٍ يعتريهم من اتّباعِ هوًى أو لُزومِ ذنبٍ ، رغم أنهم ممن يحب العلم

يتساءل كثيرٌ من الناسِ عن علاجِ نقصٍ يعتريهم من اتّباعِ هوًى أو لُزومِ ذنبٍ ، رغم أنهم ممن يحب العلمَ ويطلبُه ، وممن يذكر اللهَ تعالى ويتقربُ إليه بال

يتساءل كثيرٌ من الناسِ عن علاجِ نقصٍ يعتريهم من اتّباعِ هوًى أو لُزومِ ذنبٍ ، رغم أنهم ممن يحب العلمَ ويطلبُه ، وممن يذكر اللهَ تعالى ويتقربُ إليه بالنوافل ، ويجدون مع هذا قسوةً في القلبِ وحرجًا في الصدر ، وربّما اتَّهمَ أحدُهم نفسَه بالنفاق لِمَا يَعرِفُ مِن نفسِه وحاله ..

وأوَّلُ العلاج أنْ يعلمَ أنه ليس بمعصوم، وأن الخطأَ منه حاصلٌ لا مَحالة، وثانيه أن يعلمَ أنه في حربٍ دائمةٍ مع نفسِه ومع الشيطان؛ فإنّ النفوسَ تُغالبُ إرادةَ الإنسان بهواها؛ فتغلبُه أحيانًا ويغلبها أحيانا، وكذلك الشيطان يكيد لها كيدًا ويمكر به مكرا؛ فينجو مراتٍ ويُكادُ مرات ..

ثم لينظرِ الإنسانُ في حاله في عبادته وذكره وطلبه للعلم؛ فسيجدُ الدواخِلَ تُداخلُه في نيتِه وفي خشوعه؛ فربَّما غفلَ عن قصد التعبد لله بذكره أو طلبه العلمَ، وصار له عادةً أو إشباعَ رغبةِ نفْسٍ فحسْب، وربما زالَ خشوعُه بالغفلة في العبادة عن التدبر والتفكر واجتماع القلب لله سبحانه ..

فقد يدخل في الصلاة مثلا؛ فلا يدري ما يقول، ويظلُّ يسرحُ ويمرحُ في تخطيطه لأعماله، أو تشغله مسألةٌ علمية في سجوده وركوعه!، وتجده يقول: "الله أكبر" ولا يستحضر معانيها العظمية، ويقرأ الفاتحة ساهيًا عن خيراتها وما فيها من شكر النعم للخالق المربي، وما فيها من كمال التوحيد والعبودية ..

وإذا رتَّلَ القرآنَ لا يكاد يتدبر ولا يتفكر فيما يقرأ.

وكل هذا من أسباب عدم انشراح الصدر للطاعات، ومن أسباب ضعف الصلة بين الخالقِ وعبدِه؛ فكلما كان الإنسان أخشع وأخلص لله في عبادته ونيته: وجد من السعادة والانشراح بالطاعة ما لا يجده غيرُه، ووجده في قلبِه نفورا عن المعاصي والهوى ..


هناء بن عاشور

7 مدونة المشاركات

التعليقات