• صاحب المنشور: نوح الغنوشي
  
  ملخص النقاش:
  التطور الهائل للتكنولوجيا خلال العقود الأخيرة غير العديد من جوانب حياتنا. من العمل إلى الترفيه والتعليم، غدت التقنيات الرقمية جزءاً أساسياً يومياً. ولكن هل كل هذه الفوائد تأتي بلا ثمن؟ هذا المقال يستكشف التأثيرات المحتملة للتقنية الحديثة على الصحة النفسية البشرية وكيف يمكن التعامل مع هذه المشكلات المستجدة.

الاستخدام الزائد للأجهزة الإلكترونية

أصبحت الأجهزة الذكية مثل الهواتف والأجهزة اللوحية والحواسيب الشخصية ملازمة لنا تقريباً طوال اليوم. بينما توفر وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الترفيهية الراحة والفائدة، إلا أنها قد تؤدي أيضاً إلى عواقب صحية نفسية خطيرة إذا تم استخدامها بكثرة أو بطرق غير صحية. الدراسات تشير إلى ارتباط زيادة الوقت الذي يتم قضاءه أمام الشاشات بالزيادة في مشاعر الوحدة، القلق، الاكتئاب، واضطراب النوم.

تأثير الضوء الأزرق والإدمان

الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الأجهزة الإلكترونية يرتبط بتغيير الساعة البيولوجية للجسم والتي تتسبب في اضطرابات بالنوم. بالإضافة لذلك، يعمل تصميم تطبيقات الوسائط الاجتماعية ومواقع الإنترنت الأخرى على تحفيز نظام المكافأة الدماغي مما يؤدي لإدمان محتمل. هذا الإدمان قد يتحول إلى إدمان متعدد الجوانب حيث يشمل الانسحاب الصعب عند محاولة الحدّ من الاستخدام، الشعور بالعجز عن التحكم بالسلوك، والميل نحو القيام بالتفاعلات عبر الإنترنت حتى عندما تكون غير مرغوب بها أو مقيدة وظيفيًا.

التدخل والعلاج

لحماية الصحة العقلية الخاصة بك مع استمرار الاعتماد على التكنولوجيا، هناك عدة طرق فعالة يمكنك اتباعها:

1. تحديد الحدود: ضع حدود زمنية لاستخدام الأجهزة الإلكترونية وتجنب استخدامها قبل النوم بساعة أو اثنتين.
2. استراحات بعيداً عن الشاشة: خذ فترات راحة منتظمة وخلالها ابعد عينيك عن شاشة الكمبيوتر أو الهاتف المحمول.
3. ممارسة الرياضة وأنشطة أخرى خارج المنزل: تحافظ النشاط البدني المنتظم وغير المرتبط بالأجهزة الإلكترونية على مستويات الطاقة لديك وتعزز الدافع الحقيقي للمشاركة في المجتمع.
4. العناية بنظام دعم اجتماعي: حافظ على العلاقات الإنسانية الحقيقية واستخدم التكنولوجيا كوسيلة لتعزيز الروابط وليس لتحل محل التجارب الواقعية.

وفي النهاية، ينبغي أن نذكر أنه رغم وجود مخاطر مرتبطة باستخدام التكنولوجيا، فإن لها أيضًا الكثير من الفوائد الصحية والنفسية. إن الكيفية التي نتفاعل بها مع العالم الرقمي هي المفتاح للحفاظ على توازن صحي بين الفوائد المخاطر.