العالم يتم تشكيله بسرعة تفوق ما قد يتصوره البعض. في السابق كانت الأسرة هي التي تقوم بالدور الاجتماعي والاقتصادي المهيمن على حياة الفرد. فكانت هي التي تحتضن الفرد وتقوم بمهمة التعليم وتوفير العمل والزواج. تضائل هذا الدور مع الوقت فانتقلت معظم وظائف الأسرة إلى الدولة
اليوم تواجه الدولة نفس المصير الذي واجهته الأسرة من قبل. إذ تقوم العولمة من خلال الشركات المتعددة الجنسيات بالاستيلاء على وظائف الدولة من حيث توفير العمل وتلبية الحاجات الأساسية للسكان واحتكار المعارف والمعلومات التي تصل إلى أفراد المجتمع وبالتالي تقوم بصياغة توجهاتهم وأفكارهم
حتى مبدأ سيادة الدولة الذي أقرته معاهدة ويستفاليا أصبح محل نظر وأصبح مفهوم سيادة الدولة ضبابيا وقابلا للاختراق إلى الحد الذي بدأت تذوب فيه مفهوم الحدود الوطنية للدول.لا أظن أننا وصلنا إلى نهاية الطريق بل لا زلنا في مرحلة التشكل ولكن المقلق أن الدول تقف من هذا الأمر موقف المتفرج
إذ باستثناء الصين التي تحاول جاهدا ألا تسقط في هذا الوادي فإن معظم دول العالم تقف عاجزة أمام هذا الاجتياح الذى يتعدى مفهوم الاستعمار بشكله التقليدى ولا تجد أمامها خيارا للمقاومة أو الاستقلال. المستقبل مظلم فى عالم نكون فيه مواطنون عالميون وتكون الحكومات هى الشركات العالمية