ذكرت لكم قبل زمنٍ أنَّني أجريتُ عملية في الرأس،ثم مكثت بعدها عاما ونصف العام في البيت لم أستَطِع الخروج. أُغادر سريري إلى المكتبة،وأُفارق المكتبة إلى السرير. حياة تشبه سلوك مُسِنٍّ تأرجحت نهاياته بين الحجرة والمشراق. تسلّط علي كل شيء، الألم واعتلالات العُزلَة و الكلاب في الخارج. https://t.co/QYwwfxBzFb
هأنذا اليوم، يقول لي الطبيب:"تستطيع أن تخرج، وأن تعود إلى الحياة".
لم أفرح لِبشَارَتهِ. لم أستطع الأوبَة!
إنني الآن مثل قرد حُبِس في معمَل مدة ثلاثة أعوام،وحين انتهَت الأبحاث داخل جسده لم يستطع الرجوع إلى الجبال.
أخرجوه من القفص. تأمل السماء والضوء والبشر، فنكص مرتعبا إلى الداخل. https://t.co/wCr2yQ8fdx
من حيوانٍ اجتماعي إلى(أنا)مستقِلَّة. تعرَّضت في مدة التحوّل هذه،إلى ضروب وقائع الحَظّ العاثر. كنت أستفيق من نومي وأبدأ في تكديس أكياس الرمل تحسّبًا لقذيفة من هنا أو هناك. ومع أنّني لوحت بعلبة المناديل البيضاء كاملة، كعادتي في الحياة،إلا أن ذلك لم يشفع لي. كنت أستمع أجراس الكنائس. https://t.co/RVZonRP7LJ
أنقذني الله من اختبالٍ عنيف. كنت أرتدي زيًّا كوريا لونه بيج، أو كما تسمّيه الدولة قديمًا:(شاهي على حليب)وأضَع فوق رأسي قبَّعة، نُسِجت من خوص، وأنتعِل(زبيرية)وأسير في فناء المنزل ساعة، أُخاطب ضميري. كان مظهري من بعيد يوحي بغربة روحيَّة. هيئتي تشبه هيئة هنري ميللر في عامه الثمانين. https://t.co/F4BPXUYi80
حين أتذكر ذلك، تُشرق في بالي صورَة تولستوي حين هرب من زوجته إلى الله، قبل وفاته. كنت أُخاطب الله كما خاطبه أيوب عليه السلام. كان أيوب يُناجي الله بمجاميع رِقّة قلبه، كالهندي الذي صوّره أحدهم بجواله في ممرات الحرم، يحاور الله، كأنه أمامه، يراه!
عبودية خالصة لم يُلوّثها شِرك خفيّ. https://t.co/cALluFgmmf