- صاحب المنشور: الطاهر الريفي
ملخص النقاش:مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي وتزايد اعتماد المجتمعات حول العالم على التقنيات الرقمية، تتغير المشهد الاقتصادي عالميًا بمعدل غير مسبوق. هذه التحولات ليست مجرد تغييرات تكنولوجية؛ فهي لها عواقب اجتماعية واقتصادية عميقة تؤثر على كل جانب تقريبًا من حياتنا اليومية.
التأثيرات الاقتصادية
خلق فرص العمل الجديدة:
يشكل الذكاء الاصطناعي العديد من الوظائف التي كانت مستعصية سابقاً بسبب تعقيدها أو تكلفته العالية. الروبوتات والأتمتة، مدعومة بالذكاء الاصطناعي، يمكن الآن القيام بأعمال خطرة أو متكرّرة أو تحتاج إلى وقت طويل لإنجازها، مما يفتح الباب أمام وظائف أكثر ذكاءً واستراتيجياً للإنسان. على سبيل المثال، بينما قد يؤدي الاستخدام المكثف للروبوتات الصناعية إلى فقدان بعض الوظائف اليدوية، فإنه يخلق أيضًا طلبًا أعلى على الخبراء الذين يعرفون كيفية تصميم وصيانة هذه الأنظمة.
إعادة هيكلة القطاعات التجارية:
تأثير التغيير التكنولوجي ليس محصورا في قطاعات مثل التصنيع والنقل كما كان الحال منذ عقود مضت. بل أصبح يتم الشعور به بقوة أكبر في الخدمات المالية والإعلام والمبيعات بالتجزئة وغير ذلك كثير. الشركات الناشئة تعتمد بشدة على البرمجيات القائمة على الذكاء الاصطناعي وقد أثبتت قدرتها على المنافسة مع المؤسسات الكبرى عبر تأمين حصة كبيرة من الأسواق. إن القدرة على تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة ودقة تعطى تلك الشركات التي تستثمر في الابتكار فرصة فريدة لمضاعفة كفاءاتها وتحقيق نمو قوي.
عدم المساواة بين الدول والشعب:
من المحتمل أن يعزز الذكاء الاصطناعي الفجوات الاقتصادية الموجودة بالفعل между البلدان المختلفة. تعد دول الشرق الأقصى الرائدة بتطبيقها الواسع لتلك التقنية وفي الوقت نفسه، فإن البلدان النامية تواجه تحديا خاصا يتعلق بإمكانيتها للحاق بهذا الركب التكنولوجي المتسارع. وهذا يعني أنه حتى داخل البلد الواحد -حيث يوجد تفاوت كبير في مستوى التعليم والمعرفة التقنية- يمكن للتقانة الحديثة أن توسع نطاق هذا التباين الاجتماعي والاقتصادي.
الأبعاد الاجتماعية والثقافية
تأثير اجتماعي وثقافي:
تساعد التطبيقات الجديدة القائمة على الذكاء الاصطناعي على تغيير الطريقة التي نتفاعل بها مع بيئتنا الداخلية والخارجية. أدوات التعرف على الصوت والوجه مثلاً تجبر الناس على التأقلم مع واقع جديد حيث تتوقع منهم الكثير من الجهات الحكومية الخاصة معرفتهم الشخصية ومواقفهم الدينية والفلسفية بطرق جديدة تماماً. وبالتالي، هناك مخاوف مشروعة بشأن خصوصيتنا وكيف ينظر الآخرون لنا.
ضرورة التعليم المستمر:
يتطلب الانتقال نحو اقتصاد قائم أساساً على المعرفة مواصلة التعليم مدى الحياة. ويجب تجهيز الأفراد بأنواع مهارات مختلفة لكي يستطيعوا الوصول إلى الفرص الاقتصادية المتاحة ضمن سوق العمل الجديد. وهذه المهارات ستحتاج لتكون قابلة للتكيف باستمرار وملائمة لتطبيقات متنوعة ضمن مجال الذكاء الاصطناعي والتقنية. ويتعين كذلك تطوير ثقافة المرونة والاستعداد للمرونة الذاتية بالنظر لأهمية التجدد الذاتي للأجيال المقبلة.
الضغط البيئي:
على الرغم من أنها ليست دائماً واضحة، إلا أن لاستخدام موارد الطاقة والحوسبة الهائلة المرتبطة بتشغيل الشبكات المعرفية وأجهزة الإنترنت الأشياء علاقة مباشرة بحماية البيئة. فالاستدامة البيئية سوف تشكل عامل رئيسي عند النظر إلى كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في أعمالنا اليومية وفي حياتنا اليومية. سيصبح الأمر ملفتًا عندما نفكر كيف نشعر تجاه استخدام كميات كبيرة من الكهرباء والسوائل البترولية في عمليات التشغيل العملاقة لهذه التكنولوجيا. لذلك سيكون وضع سياسات تدعم إنتاج كهربائي "خالي" من الكربون أمراً بالغ الأهمية خلال العقود القادمة.
هذه نبذة موجزّة وعامّة