الحمد لله رب العالمين، لقد حددت الشريعة الإسلامية أحكامًا واضحة بشأن الرسم وتصوير ذوات الأرواح، سواء كانت تلك الصور واقعية أو مجرد تخيلات. يُعتبر تصوير مخلوقات ذات روح، مثل البشر أو الحيوانات، أمرًا محظورًا بشكل عام بسبب الأدلة القرآنية والنبوية الواضحة. ومع ذلك، هناك استثناء مهم يتمثل في لعب الأطفال وصناعة صورهم الخاصة لممارسات اللعب الآمنة وغير الضارة.
في إطار هذا السياق، تعدّ حلقات الكارتون والرسوم المتحركة مصدراً تعليمياً ومربياً مناسباً للأطفال. فقد قرن النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما رأى بنات عائشة رضي الله عنها يلعبن بنساء من الدمى ويستخدمن حصاناً مزود بجنيحات، مشيراً إلى قصة السلطان سليمان وجيشه الذي يحمل الجنوح. دفع هذا الحدث بعض الفقهاء لإصدار الفتاوى التي تسمح بصنع وفنيات ألعاب الاطفال خشنة المستوى بناءً علی الشرع الإسلامی.
يمكن اعتبار المنتجات المرئية التعليمية المصممة خصيصاً للأجيال الصغيرة كمصدر جذاب وقيم للتعلّم. حيث يعمل هؤلاء الفنانتون الذين يهتمون بإنتاج محتوى مناسب داخل المجتمع المسلم علي تضمين المعلومات المفيدة والشاملة بطريقة مسلية وآمنة تماماً بعيدا عن اي مواد مثيرة للغضب او القرف. ويتضمن ذلك الامتناع عن استخدام الموسيقى وكذلك أي عناصر قد تحمل دلالات منحرفة دينياً وأخلاقيآ.
عموما, فان عملية انتاج افلام الكرتون عبر الانترنت وحلقاتها المتنوعة بهدف تقديم اجابة للمشاهدین الشباب -خاصة عند اخذ مقاباء ماليه مقابل ذلك – تعد مشروعيتها قائمة اذا تم احترام الحدود الدينية والثقافية المقرة سابقا. لذلك فإن هدف نشر الثقافة الاسلامية وفق منهج تربوي صائب باستخدام الوسائل الحديثة يبقى أولوية قصوية لمنظمات التربية والجهات المعنية بتقديم تعليم جذاب ومتبع للقوانين المقررة شرعا وقانونا محليا ودوليا.
والله اعلم بالصواب والهداية.
