خطوات التعامل مع كفارة كبيرة: دليل شامل للتوبة والإصلاح

يسأل المستشير عن كيفية تعامله مع الخطيئة الكبيرة المرتكبة خلال رمضان - وهي فعل محرم يعاقب عليها ديننا الإسلامي بشدة. لقد تاب الشخص عن هذا الفعل وقرر ا

يسأل المستشير عن كيفية تعامله مع الخطيئة الكبيرة المرتكبة خلال رمضان - وهي فعل محرم يعاقب عليها ديننا الإسلامي بشدة. لقد تاب الشخص عن هذا الفعل وقرر القيام بكفارات الصيام التي حددتها السنة النبوية الشريفة. ومع ذلك، واجه بعض العقبات أثناء تنفيذ تلك الكفارات بسبب الشهوة ورغبات النفس الأمارة بالسوء.

وفقاً لما ورد في الحديث القدسي المتعلق بهذا الشأن، هناك ثلاث طرق لصيانة الكفارة حسب القدرة: أولاً، بإعتاق رقبة مؤمنة، وثانياً، بصوم شهرين متتاليان، وأخيراً، بإعطاء الطعام للمسكين وذلك برمي خبزة لكل يوم من الشهرين مجتمعين أي "ستين مسكين". وقد أكدت مجمعات علمية عديدة بما فيها الموسوعة الفقهية والمغني للشاطبي وغيرهما ضرورة اتباع هذه الطريق بناءً على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاء عند مسلم وابن ماجه والبزار والحاكم.

في حالتك الخاصة، حيث لم تمتلك حرية الاختيار فيما حدث ولكنه كان خارجا عن نطاق سيطرتك تماماً، يجب عليك إعادة النظر في طريقة أدائك لكفارتك. ليس صحيحاً أن تستمر في الصيام رغم وجود عوامل خارجية تؤدي إلى التفريط فيه بشكل كامل. لذلك، عوضاً عن البدء مرة أخرى، يمكنك اعتبار فترة صيام سابقتك نصف واحدة فقط ضمن المجموع المطلوب وهو شهرين مسترسلين. وبالتالي، يكمل الأمر باقي نصف الآخر بالإضافة إليه حتى إتمام مدة التسعين يوماً المعروفة بأشهر الصوم الثلاثة والتي تعد تكراراً لعدد سبعة أيام وضربها بعشرة مرات (أي ثلاثة أسابيع مضروبة بعشرين لتكوين اثنين وخمسون يوماً).

وفي الوقت نفسه، تجدر الإشارة هنا أنه بغض النظر عمّا اذا كانت حالة فقدان التحكم بالنفس مرتبطة باستمرار الدورة الشهرية لدى المرأة أو مرض عضوي يؤثرعلى قوة منع الحمل الطبيعية للجسم مثلاً، فلابد من مراعاتها وعدم اعتبارهما سبب شرعي لإبطال حكم المفطر. بدلاً منها يمكن وصفهما بأسباب تسمح بفطر المؤقت طوال مدة تأثير التأثير السلبي لها بشرط العودة لاستئناف المسيرة فور اختفائه. وهذا يعني بأنه خلال الفترة المقبلة، ستحتاج للسهر والجهاد الروحي ضد الهواجس والأفكار المشوشة حتى تتمكن من بلوغ مبتغاها المنشود وهو تطهير نفسك بالتزام الطاعة والاستقامة أمام رب العالمين عزوجل.

ختاما وليس اخرا، فإن الدعوة الصادقة نحو الخالق الواحد الديان وقبول التوبة النصوحة منه قادران دوما علي تغيير واقع المرء للأفضل خاصة حين يأتي مصاحبا بالإيثار والتسامح والصبر والعفو فهو سبيل خلاصه إذ يقول جل وعلا:"قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم."

(الأعراف ٥٣).


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات