التكنولوجيا والمجتمع: هل يهدد الذكاء الاصطناعي الوظائف البشرية؟

في عالم اليوم المتسارع التطور التكنولوجي، باتت موضة الذكاء الاصطناعي (AI) حديث الساعة. بينما يُنظر إليه كحلول متقدمة لتبسيط العمليات وتحسين الكفاءة، إ

  • صاحب المنشور: مروان الصديقي

    ملخص النقاش:
    في عالم اليوم المتسارع التطور التكنولوجي، باتت موضة الذكاء الاصطناعي (AI) حديث الساعة. بينما يُنظر إليه كحلول متقدمة لتبسيط العمليات وتحسين الكفاءة، إلا أنه يشكل أيضاً تحدياً غير مسبوق للوظائف الإنسانية التقليدية. هذا الورقة ستستعرض التأثيرات المحتملة لذكاء الآلات على سوق العمل وتقييم مدى قدرتها على استبدال العامل البشري.

**تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل**

منذ ظهور الروبوتات الصناعية في القرن الماضي، كانت هناك مخاوف بشأن فقدان فرص عمل بسبب الأتمتة. ولكن مع تطور الذكاء الاصطناعي الحديث الذي يتميز برسالته الذاتية والتعلّم، زادت هذه المخاوف بشكل كبير. يمكن لهذه الأنظمة التعلم من بيانات ضخمة لاتخاذ قرارات دقيقة ومواقف أكثر تعقيداً مما كان ممكنًا سابقا. وهذا يعني أنها قادرة الآن على القيام بمهام تحتاج عادة إلى مهارات بشرية مثل تحليل البيانات واتخاذ القرار والإبداع.

على سبيل المثال، يستخدم العديد من الشركات حاليًا أدوات البرمجيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحل محل مراكز الاتصال البشرية. بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام روبوتات الدردشة عبر الإنترنت التي تعمل بالذكاء الاصطناعي للإجابة على الاستفسارات الفنية البسيطة أو تقديم خدمة عملاء الأساسية - وظيفة كانت سابقاً حصراً لموظفين بشريين.

**ما هي الوظائف الأكثر عرضة للتغيير؟**

وفقاً لدراسة أجرتها شركة "مَعين" McKinsey Global Institute، فإنه حتى عام ٢٠٣٠ قد تشمل حوالي ١٤٪ إلى ١٩٪ من القوى العاملة العالمية نشاطات قابلة للاختزال تمامًا بواسطة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والروبوتات الموجودة بالفعل أو قيد التطوير حاليا. ومن بين الوظائف الأكثر تعرضًا لهذا التحول تلك ذات الطبيعة الإجرائية والاستشارية، حيث تتطلب تكرارًا ثابتًا للمهام ويمكن تنفيذها باستخدام خوارزميات محددة جيدًا. تشمل بعض الأمثلة الرئيسية موظفي الخدمة المصرفيين والسائقين والشحن والبريد والعاملين الزراعيين وحتى الكتاب الصحافيين وغيرهم ممن يتعاملون مع كميات كبيرة من المعلومات الرقمية.

**فرص جديدة أمام اليد العاملة البشرية**

بينما يحذر البعض من خطر البطالة الجماعية الناجم عن انتشار تقنيات ذكية كالذكاء الاصطناعي، فإن آخرين ينظرون إلى الأمر بإيجابية أكبر. إن دمج الذكاء الاصطناعي ليس سيقتل جميع الوظائف؛ بل إنه يخلق أيضًا وظائف جديدة تستند مباشرة عليه.

على سبيل المثال، مطورو الذكاء الاصطناعي وأخصائيي التشغيل وصيانة البرامج الخاصة به هم مجرد ثلاثة أمثلة قليلة لكيفية تولد المزيد من الفرص الجديدة عندما تصبح القدرات الحاسوبية جزء أساسي لكل قطاع اقتصادي تقريبًا. كما يوفر الذكاء الاصطناعي طرقًا مبتكرة لحل المشاكل المعقدة واستكشاف المجالات العلمية الواعدة والتي ربما لم يكن الوصول إليها ممكنا بدون المساعدة التكنولوجية الحديثة. وبالتالي، عوضاً عن كونها مهددة مهدداً مباشرًا لوظائف الإنسان، تعتبر القدرة على فهم وإتقان تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إحدى المهارات الأساسية المستقبلية للحفاظ على تنافسيتها وقيمة الأفراد في مكان العمل الديناميكي الجديد الذي يعمل فيه العالم الحديث بسرعات عالية جدًا مقارنة بالأجيال السابقة منه.


عالية العروي

6 مدونة المشاركات

التعليقات