التوازن بين التكنولوجيا والصحة العقلية: تحديات اليوم وغدًا

في عصرنا الرقمي المتسارع، حيث أصبح العالم في متناول أصابعنا عبر الأجهزة الذكية وتطبيقات التواصل الاجتماعي، يبرز سؤال هام حول التأثير البعيد المدى لهذه

  • صاحب المنشور: هالة بن فضيل

    ملخص النقاش:
    في عصرنا الرقمي المتسارع، حيث أصبح العالم في متناول أصابعنا عبر الأجهزة الذكية وتطبيقات التواصل الاجتماعي، يبرز سؤال هام حول التأثير البعيد المدى لهذه التقنيات على صحتنا النفسية. بينما توفر التكنولوجيا وسائل تواصل جديدة، توفير للترفيه وتعزيز للإنتاجية، إلا أنها قد تتسبب أيضاً في زيادة الضغوط والإرهاق النفسي لدى الكثيرين. هذا المقال يستكشف هذه القضية ويحثّ على أهمية تحقيق توازن صحي بين الاستخدام المكثف للتكنولوجيا والحفاظ على الصحة العقلية.

آثار التحول الرقمي على الصحة العقلية

تظهر الدراسات الحديثة مخاوف جدية بشأن تأثير استخدام الإنترنت والتكنولوجيا على الصحة العقلية. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن انتشار الأمراض العقلية مثل الاكتئاب والقلق زاد بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يمكن ربطه جزئياً بسلوكيات الوسائط الاجتماعية المفرطة واستخدام الهاتف المحمول لساعات طويلة يومياً.

على سبيل المثال، تشير العديد من الحالات إلى "إدمان" وسائل التواصل الاجتماعي، الذي يتضمن أعراض مثل القلق المرتبط بفوات الرسائل أو الإشعارات الجديدة، بالإضافة إلى الشعور بالضغط المنافس لعدد متابعي الشخص أو عدد الإعجابات التي يحصل عليها المحتوى الخاص به.

من ناحية أخرى، يؤدي الوجود المستمر للأخبار السلبية والمعلومات المثيرة للحرباء عبر شبكات الإنترنت إلى زيادة مستويات التوتر والكآبة. كما يُحدث التصفح طويل الأمد أمام الشاشة تأثيرات جسدية ضارة أيضًا؛ فقد ثبت ارتباطه بقلة النوم واضطراب دورة الساعة البيولوجية للإنسان مما يعيق عملية التعافي الطبيعية للجسم والعقل أثناء النوم.

نصائح لتحقيق توازن صحي

لتجنب هذه الآثار السلبية وضمان حياة أكثر صحية عقلياً وجسدياً مع تقبل ثمار الثورة التكنولوجية الحالية، ينصح باتباع بعض النصائح العملية:

  1. حدّد وقتك: قم بتعيين حدود زمنية لاستخدام الشاشات والأجهزة الإلكترونية يومياً واحترمها بنفس درجة احترامك لأوقات الراحة الأخرى كالوجبات والنوم. استهدف فترة نوم مدتها 7-9 ساعات كل ليلة للحفاظ على نشاط عالي وتركيز أفضل خلال النهار.
  1. أخذ فترات راحة متكررة: عند العمل على جهاز كمبيوتر لفترة مطولة سواء كان ذلك بالنسبة للموظفين الذين يعملون عن بعد أم الطلاب الذين يقضون ساعات غالبًا في البحث الأكاديمي، فإنه من المهم أخذ قسط قصير منتظم بعيدًا عن الجهاز لتخفيف الضغط الواقع عليه العين والعقل والجسم عموماً.
  1. اختيار محتوى مفيد: لا تصبح هدفك الأساسي هو تحصيل أكبر قدر ممكن من البيانات والإطلاع؛ بل اختر المعلومات ذات الفائدة والممتعة والتي تساهم فعلاً في تعزيز معرفتك واكتشاف ذاتك وليس مجرد سد فراغ الوقت الزائد لديك فقط. حاول متابعة المواقع الأخبارية الجادة والقنوات التعليمية المفيدة ومواقع الأدب والثقافة وغيرها مما يفيد بصورة مباشرة وبناءة لمستقبلك الشخصية والمعرفية ولمجتمعك ككل كذلك.
  1. الأنشطة الخارجية: احرص دائماً على الخروج واستنشاق الهواء المنعش والاستمتاع بالطبيعة حولك! فهذه الخطوة تساعد ليس فقط لتجديد الطاقة ولكن أيضا تحسين جودة نوعيتها بطريقة غير قابلة للمقارنة بأي شكل من أشكال الترفيه الداخلي المشبع بشاشة الكريستال السحرية تلك! إن اعتناق هوايات خارجية كالجري والمشي لمسافات طويلة ولعب رياضات مختلفة ستكون مكسباً عظيما لصحتك العامة علاوة على كونها تخفف وطأة إدمان الانترنت لديك وستجعل حياتك اكثر توازنًا وانبساطًا بروحاني وثقافي وصحي ايضا .

وفي النهاية ، يبقى الاعتماد بشكل كبير للغاية على المنتجات الرقمية أمرٌ محير نظراً لما تسببه من اختلالات وظيفية وإضعاف للنظام الغذائي والدوائر الاجتماعية الأمر الذي سيؤثر بالتأكيد فيما لو تم


عبد الخالق بن شقرون

2 وبلاگ نوشته ها

نظرات